لا سياحة بدون خدمات

علي بن بدر البوسعيدي

 

رغم الاهتمام الكبير بالقلاع والحصون وباقي المزارات السياحية التراثية المختلفة في السلطنة، ورغم وجود جهود مبذولة من مختلف الجهات المعنية لكي تصبح هذه المزارات وجهات سياحية تليق بتاريخ وبوضع السلطنة السياحي الإقليمي والعالمي، رغم كل ذلك تبقى بعض العقبات، وأهمها عدم وجود خدمات في بعض هذه الأماكن يمكن أن توفر للزوار والسائحين الذين يكونون بحاجة إلى بعض الراحة وشراء ما يحتاجونه من وجبات ومشروبات ومستلزمات مختلفة لهم ولأطفالهم.

فقد كانت القلاع والحصون بيوتاً للذود عن الأوطان، وقد حرصت الجهات المعنية على استثمارها للتعريف بها وبتاريخها، وقد ظلّت مفتوحة أمام الزوار بعد الانتهاء من أعمال التحسينات والتأهيل التي أجريت، بهدف الاستفادة من هذه المقومات الحضارية كمنتجات سياحية ترفد الحركة السياحية في البلاد، وتعزز القيمة المضافة للحصون التي تشهد إقبالاً من الزوار من داخل السلطنة وخارجها.

وفي نفس الإطار نحتاج إلى التأكيد على أهمية استثمار الأفلاج والعيون المائية كمزارات سياحية تحكي تاريخ الأجداد وقدرتهم على بنائها وهذا الإبداع الهندسي الذي يذهل الكثيرين، ومن هنا تبرز أهمية  توفير الخدمات في تلك الوجهات التي تبهر زوارها لأول وهلة، خاصة مع تعدد مواقعها الفريدة بين السهل والجبل والأودية الخصبة والعيون المائية المتنوعة، إلا أنّ هناك افتقارا لأبسط الخدمات السياحية كالفنادق والمنتجعات والمتنزهات السياحية التي تجذب الزائر، فوجود الخدمات الفندقية يشجع الزوار على الإقامة فيها، وبدوره قد يشجع المستثمرين على الاستثمار فيها، وهناك الكثير من المزارات الهامة تفتقر لوجود الخدمات السياحية البسيطة بجانب المواقع السياحية.

دائما يردد الخبراء مقولة مفادها أنّه لا سياحة بدون خدمات، فتلك المرافق والخدمات في غاية الأهمية ويلزم توفيرها على وجه السرعة سواء في دروب الصحراء التي تبهر الزوار وتحظى بإقبال منهم أو على الشواطئ، أو في الوجهات ذات الطابع التراثي والتاريخي وكل ما تتمتع به السلطنة من وجهات لازال الكثير منها بكراً يحتاج إلى لمسات إضافية ليصبح أكثر جذباً للسائحين.