اعشقني.. كيف كنت سأرفض


تهاني فؤاد (بهيّة) – مصر


(1)
[اعشقنــي!]
فأنا أتلوى كالصمتِ
جوعاً إليك
يبلعني الجنون
ويتربص بيّ الغياب
تأكلني المسافات
 إعشــقــني !
لتخضر بي ذاكرتك
إحكيني  ك   گ بُستان
أُكتبني  مطراً
وإئتني  سعياً
لأُقيم في عينيك
سجودي وخشوعي
ولترتل  تراتيل العشق
في حضرتي
فحسبي أني لك
عاشقــة
مُنذُ عشقتك نسيت  
شرائع الأرض وأديانها
وإعتنقت حبك شريعة
وأشهد أني أحبك
وأشهد أن لا عشق
قبلك ولا بعدك
فــ  اعــشقــني
بكل جنون العشق

(2)
[كيف كنت سأرفض]
ذاك السُم المغموس بِسُكر
كان كلامه   لــذيذ
كأن في حرفه نبيذ
كيف كنت سأرفض
ذاك العشق المُدمر
كانت أنفاسه  عناق
تُشعِلُ في جسدي لهيب
كأن لزفيره
 ذراعين بالشوق تضمُم
 كانت  من  رئيته
تنبعث  الحياة
من أنفاسٍ أشهقها
بشغفٍ عجيب
كيف كنت سأرفض
ذاك الشوق المتدثر
بثوب المغيب
كان في همسه
شغف  ولهيب
كان صوته
 في نبضي يغيب
يبوحُ صمتاً
فيُصهِرُني صدى صمته
وينثرني كرماد
يتقيؤه الحريق
كانت قبلاته  شفاء
كأن في شهد رضابه

ترياق
كيف كنت سأرفض
والشوق في عينيه

 مُعتق
كعطرٍ في المسامِ  يسري
فيُسمَعُ له إنتشاء الخُطى
في الوريدِ ..

 دبيب
كانت نداءاته
صلواتُ لهفٍ لعشقي
وكان قلبي له
سميعٌ مجيب
كيف كنت سأرفض
 والنون أنا وهو القلمُ
المغموسُ في نونه
وعلى سطورِ الوجدِ تراه
بحُلو الكلمات .. يُسطر
فترى القلوب العليلة بالشوقِ
من تراتيل الحرف تطيب
فكيف لي أن أرفض
وأنا التي في فلك العشقِ
بكل ما أوتيت من
سمعٍ وطاعةٍ
لنداءات الحرفِ أجيب
لا .. لن أرفض
فكيف لعليلٍ
أن يرفض الشفاء
في حضرة طبيب

 

تعليق عبر الفيس بوك