الثلاثون لا تكفي لشرحِ حياةٍ باطلة



وديع أزمانو – المغرب

الحاديةُ و الثلاثون
لا أعرفُ إن كان الرَّقمُ الأوَّلُ
يذكِّرني بسقوطِ بُرجي التجارةِ العالمي
أم بانهيارِ العشرينيات
لا أعرفُ ما للثلاثين من أسرار
سوى هجرةِ الشعراءِ إلى العدم
/
هل تكونُ الحاديةُ و الثلاثون
عمرَ ملائكةٍ حول الورد
ونظامَ الوقتِ
في السَّعير ؟!
/
يا للغبطةِ !
سنواتي تتقوَّسُ
في الواحدِ منكسِرا بعُزلتهِ
في الثلاثين
تُكملُ نِصفَ الرَّقصةِ
وتفتحُ الدائرة
/
لتكنِ الليلة
خفيفَ الوطءِ
و لا تكتب شيئا مما رأيتَ
فالثلاثون لا تكفي
لشرحِ حياةٍ باطلة
وهذا الواحدُ
ينتصبُ
عمودَ شنقٍ
/
الحاديةُ و الثلاثون
لا معنى لها
فأنتَ لم تخبر الحياة
إلا مرتين
يومَ القُبلةِ الأولى
و الكأسِ الأولى
/
يا للمسكين
طوال هذه السنوات
كان يحترِقُ
لتضيءَ شمعةُ ليلةٍ واحدة !
/
في الحاديةِ و الثلاثين
تخلَّصتُ من الوطنِ
هذا الصَّنمُ العظيم
أنفضُ عن قلبي الآنَ
غُباره
/
كلَّما تقدَّم العُمْرُ
غربلتُ روحي
هذه الشبيهة
بوهنِ عنكبوت
/
فلأذهب بسنواتي إلى الجحيم
كأيِّ رجلٍ شجاعٍ أو قذِر
رَجُلٍ طيِّبٍ أو وغد
رجلٍ أقسمَ بملحِ الخُبزِ
أو نثرهُ فوق الجُرح
أو سرقَ الخبز و الملح مع الجراح
قد شِختُ يا رفاقي الأشرار
وقلبي الذي انتضيهِ في الكوارثِ
ألقيتُ بهِ
ليأكلهُ الدُّود
آه ،يا رفاقي
يا فراشة العين
يا آخر أسلحتي المعطوبة
كم أجلو بمعدنكم
صدأَ الحاديةِ و الثلاثين !

 

تعليق عبر الفيس بوك