دروس الدورات الرمضانية

علي بن بدر البوسعيدي

حالة من النشاط والحيوية والمنافسة الشريفة شهدتها امسيات شهر رمضان وتمثلت في اقامة الكثير من الدورات الرمضانية الرياضية شاركت فيها الكثير من الفرق سواء على مستوى الولايات والمناطق والأندية أو على مستوى الشركات ، وهي ظاهرة ايجابية تزداد اتساعا في المجتمع العماني في السنوات الاخيرة ، تأكيداً لأهمية الرياضة ودورها في صقل النفوس والتقارب بين المشاركين سواء كانوا ابناء منطقة او نادي او شركة او مجموعة شركات أو وزارات وجهات حكومية مختلفة ، وشهدت الملاعب مهرجانا رياضيا كبيراً في كل محافظات السلطنة.
وفي رمضان شهر الصيام والبركات تشكل الدورات الرياضية الرمضانية ملمحاً مميزاً، حيث يعتاد الشباب خلال ليالي الشهر الفضيل على إقامة مباريات كرة القدم في الملاعب الشعبية، وكذلك في صالات الأندية الرياضية،وسط حضور جماهيري كبير واهتمام من وسائل الإعلام، خاصة مع مشاركة نجوم الفن والرياضة والمجتمع والشخصيات المشهورة.
وقد دأبت جريدة الرؤية ايماناً منها بأهمية الرياضة واذكاء روح التنافس على تنظيم دورة الرؤية الرمضانية كل عام ، في تظاهرة تجمع عدد كبير من الشركات والمؤسسات تتنافس فيما بينها على الكأس، وتحظى البطولة باهتمام شعبي واعلامي على كافة المستويات .
وتعتمد الدورات الرمضانية كظاهرة رياضية على المنافسة الشريفة بين الشباب على التفوق والفوز بالبطولات ،وحرصاً على إنجاحها، يرصد منظمو الدورات الرمضانية جوائز متنوعة للفرق الفائزة بالمراكز الأولى.
ولاتقتصر الدروس المستفادة من هذه الدورات الرمضانية على تأكيد أهمية الرياضة في حياتنا ، ولكن تمتد الى توطيد العلاقات بين المشاركين سواء كانوا زملاء في شركة او ابناء منطقة او ولاية واحدة ، مما يؤثر ايجابيا على المجتمع المحلي والوظيفي .
على الجانب الآخر، تمنح الدورات الرمضانية الخليجية الفرصة لكشافي الأندية، للبحث عن المواهب الصاعدة، حيث تضع بعض الأندية أعينها على أقوى الدورات لاختيار أبرز اللاعبين لضمهم لفرقهم الكروية، فترسل الكشافين لاختيار اللاعبين المميزين، والاستفادة منهم في تدعيم الصفوف وسد الثغرات التي يحتاجها الفريق.
وترسخ هذه الدورات الرمضانية روح التعاون والإخاء في هذا الشهر الكريم، وتدعم أهمية الحركة والنشاط، وعدم المكوث بالمنزل، خاصة أن ممارسة الرياضة في رمضان تعمل على إذابة الدهون والتخلص من السعرات الحرارية الزائدة المستمدة من الغذاء.
إذ إن الجسم يحتاج إلى مزيد من الطاقة أثناء ممارسة الرياضة، مقارنة بالأوقات العادية مما يجعله يلجأ إلى مخزون الدهون المتراكم في الخلايا الدهنية، للحصول على الطاقة اللازمة له أثناء القيام بأي مجهود بدني أو عضلي أثناء الصوم.
كذلك، يرى الخبراء أن ممارسة الرياضة أثناء الصوم تعمل على زيادة كفاءة الجسم في التخلص من السموم الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي به، إلى جانب تنشيط الدورة الدموية، وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء.