من أجل شواطئ نظيفة

علي بن بدر البوسعيدي

من نعم الله التي حبا بها السلطنة شواطئها الممتدة لآلاف الكيلومترات، حيث تتجلى الطبيعة في أبهى صورها في شريط ساحلي، وتتنوع بين الشواطئ الرملية المعدة والمؤهلة للسياحة ‏والاصطياف أو السواحل الصخرية والخلجان والجزر والأخوار التي تتنوع طبيعتها الجغرافية مما ‏يجعلها صالحة لممارسة الصيد والنزهات البحرية.

إلا أننا بحاجة إلى وقفة لحماية هذه النعم وصيانتها من سوء الاستخدام، ورغم أن هناك الكثير من الجهود التي تبذل من قبل بلدية مسقط ووزارة البلديات والجهات المعنية حكومية وخاصة وتطوعية من أجل الحفاظ على تلك الطبيعة البكر الجميلة، إلا أن آثار الإهمال تبدو في بعض الأحيان فتفسد المشهد الرائع لشواطئنا كما نعهدها منذ قديم الزمان.

وما أكثر العادات السيئة التي يمارسها البعض على الشواطئ غير مدركين لخطورة ما يفعلونه، مثل إشعال النيران وإعداد الأطعمة أو ترك المخلفات لتتراكم فتفسد تناسق المشهد الطبيعي الجميل وتؤثر سلباً على الزوار سواء مواطنين أو مقيمين أو سياح، فما بالنا والشواطئ العمانية إحدى أهم مقومات الجذب السياحية الطبيعية في السلطنة، بما تتميز به من جمال أخاذ ونظافة وهدوء،حيث يرتادها الزوار للاستمتاع بجمالها وقضاء أوقات فراغهم في المتعة والاستجمام.

 هناك بالفعل جهود تطوعية ومبادرات تنفذ من أجل الحفاظ على نظافة ورونق الشواطئ، وما أكثر حملات النظافة التي تتم للشواطئ في محافظات السلطنة، من أجل المحافظة على بيئة عمان وإبقائها نظيفة. بمشاركة أفراد المجتمع وخاصة الشباب ومختلف الشركات والجمعيات في حملات تطوعية مشكورة لا تقف عند بذل جهود في تنظيف الشواطئ وإنما أيضا تواصل توعية أفراد المجتمع بأهمية الحفاظ على الشواطئ نظيفة وحمايتها من التلوث، إضافة إلى جهود البلديات المختلفة من أجل فرض قواعد صارمة على مرتادي الشواطئ وغرامات لمن يُخالف تلك القواعد لضمان الحفاظ على شواطئنا كما عهدناها منذ قديم الزمان، مثالاً للطبيعة الجميلة الغناء.

 

 نحن لازلنا بحاجة إلى المزيد من هذه الحملات التي تتم بالتعاون مع مختلف الجهات والشركات، كونها تحمل الكثير من الرسائل أهمّها يتعلق بالمحافظة على البيئة من الملوثات، إلى جانب خلق شراكات بين المجتمع والجهات المختلفة في القيام بالواجبات جنباً إلى جنب، كما أنّها تقوي الروابط الأسرية من خلال مشاركات العائلات في مثل هذه الحملات التطوعية وغرس مفهوم التطوع، ويمكن خلال الفترة القادمة أن تكون أكثر توسعا وانتشارا من خلال العمل على إشراك طلاب المدارس والجامعات في فترة الإجازة الصيفية.

إن نظافة الشواطئ مسؤولية الجميع وتحتاج إلى وعي مجتمعي كبير بأهمية النظافة وذلك عن طريق استمرار حملات التوعية والتثقيف لنشر المفاهيم التي تساعد في المحافظة على نظافة البيئة.