رجل ُعنيد لا يتوقف عن الحبِ أبدًا


ناصر الحاج – العراق


(1)
عيناكِ
نافذتان إلى الله
وقلبي باحة رقصٍ
أندلسية.

 (2)
هذه الأنثى الريح ُ
تنثر ٌ الدهشة
 من شرفتها الخضراء
برقصتها الغجرية.

(3)
ما إن ترقص الفراشة
حتى يضيء قلبه
لعناقها الأخير

(4)
في أوج رقصها
كما في الغياب
أرتِّب خصلات شعرها
تحت ضوء القمر

(5)
عل  حافة الحبّ
أكاد أغرق
كلما حاولت أن أبتعد
أجد طريقا للعودة.

(6)
هذه الفراشة
لو عانقتها
 لأ نَّت مثل شجرة
 تعانق الماء.

(7)
آه ٍ أيها الإيقاع الغذ
كل الذين تركوا خطاهم سائبة
خلف الريح لم يصلوا
إنهم يتبعوك على أطراف أناملهم
إلى قمة العدم.

(8)
روحكَ
أيها المحاصر
بالصحراء
تتدلی كخيطِ
حريرٍ
مُذ قطفتك
الكمنجات بسحرها.

(9)
لكَ أن تسيل
من عينيك
وتصيرا حراً
تتعرف اليك
ليس عليك
أن تُلقي التحية
أو يدفعك الفضول
لتسأل عن اسمك
ستكون وديعا
يتقبلك المارة
لتعود إلى ماقبل
الخيبة الأولى
مشنوقا من فمك
الطويل.

(10)
في المساءِ
الغريب
حين تعوي
في الغابة
الذئاب
فقط
أغلقي عينيك
عليَّ
حتى شروق
شمس الصباح
ثُم أطلقيني
طائرة ورقيه
بيدِ
الطفل الذي
كنت.

(11)
خفقت كعادتي
بالامساك بأناملك لأغفو
وقبل أن تخرج الشمس
كـوجهك الجميل من بئرها
 شعرت بالرضا
خرجت لأصطاد غيمتين
لأعد لك وليمة نادرة
لم أجد سوى
غيمة صغيرة تخلفت
عن القافلة
كنت سعيدا جدا
علقتها بسقف الغرفة
وبدأت بالغناء
انهمرت عيون
 قلوب وأذرع
شفاه وأصابع
كلها تحدق إليك
وتجهش بالصمت
أيها القدير.

(12)
كنت ُعند النافذة
أتحدث ُ لليل عن جسدي
النهرُ الذي بات بلا مأوى
عن المطر ِالذي أفاضني بالحنينِ
ما الذي يفعل ُبالحنينِ رجل ُعنيد
لا يتوقف عن الحبِ أبدا
يجتاز ُتقاطع الحياة
بأصابع شديدة الحياءِ
بانتظارِ أن تدهسهُ ضحكة
تعيد إليه الشهيق
مقفرة بلا أشجار
ولامظلات هذه الأرصفة
أتحدث هنا عن الحياة ِ
وأرمي السلام
لتلك القلوب الجميلة التي تحتويني
ولا تتوقف عند إشارة حمراء
تٌدلي برأسها للريح.

 

تعليق عبر الفيس بوك