محطات

 

حسين بن علي الغافري

 

(1)

لم يمرّ خبر مفاجئ خلال الأسبوع المنصرم مثلما كان خبر خروج الفرنسي زين الدين زيدان من القلعة الملكية ريال مدريد. خبر صادم فعلياً بعد ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا وتربّع المجد من أوسع أبوابه. زيدان قبل أن يقود الملكي إلى واحدة من أفضل الفترات في تاريخه فقد استطاع أن يلملم الصفوف وينظم الخطوط بعد فترة الإسباني "بنتيز" السلبية. زيدان دخل الفريق بهدوء ودون ضجيج وغادر كذلك، في وقت لم يتوقعه أحد. ولعل الحِمل سيكون ثقيل للغاية لمن يخلفه بعد ذلك. ما ميّز فترة زيدان تعامله بهدوء مع الإعلام.. والوسطية التي تعامل معها مع الإدارة واللاعبين. زيدان اتسم بالعقلانية وغلب فعله ما يقول. لذلك خروجه صعب على كل محب للقلعة المدريدية. والراهن على من سيخلفه سيصعب مهمته للغاية خصوصاً إذا ما حضرت المقارنات!.

(2)

بعد أيام قليلة تنطلق بطولة كأس العالم في روسيا. أعين العالم تتحول جلها للبطولة الأولى في العالم. وكل قلوب العرب تقف صفاً واحداً خلف الرباعي العربي الذي مؤمل منه تقديم صورة مغايرة للمنتخبات العربية في بطولات كأس العالم. ونحن اليوم نتطلع لرؤية منتخباتنا الأربعة لتحضر بطريقة تنافسية وتذهب بعيداً إلى الأدوار المتقدمة. السعودية تدخل المونديال الروسي بخبرات تراكمية واسعة على صعيد الحضور في البطولة العالمية. الأخضر قادر على تقديم صورة مشرّفة والمنافسة على بطاقة التأهل الثانية، والفريق يدخل هذه المرة بدعم رسمي ثقيل ومتابعة حثيثة على أمل تقديم أقصى درجات العطاء. أما منتخب الفراعنة بأسماءه التي يملكها في الوقت الحاضر وبقيادة محمد صلاح يؤمل منه كذلك مواصلة المشوار وتجاوز دور المجموعات. ولا ننسى القطبين الأخيرين في القارة العجوز اللذين تأهلا إلى النهائيات. المغرب وتونس ليس غريب عليهما منافسات المونديال.

(3)

الأنظار في البطولة العالمية تتجه إلى أقطاب العالم أمثال البرازيل وألمانيا وإسبانيا والأرجنتين. البرازيل غيّرت جلدها بعد سقوط ألمانيا المر على أراضيها في البطولة المنصرمة. البرازيل بوجه آخر هذه المرة وبطريقة لعب مختلفة عما كانت عليه سابقاً. ومن المتوقع أن تكون في الصورة والواجهة وأن تلعب الأدوار الإقصائية المتقدمة. كذلك الأمر لأبطال العالم في 2010 المنتخب الإسباني الذي مؤهل لأنّ يكون في الأدوار المتقدمة نظراً لما يملكه من أسماء ثقيلة في جل الخطوط. ولا ننسى أبطال العالم المنتخب الألماني الذي يقدم سنوات معطاءة ويحضر بقوة في مختلف المنافسات العالمية، وقد حقق كأس القارات بالفريق الرديف العام المنصرم، لذلك تبدو حظوظه للحفاظ على لقبه أكثر من غيره. أمّا منتخب الأرجنتين الذي يدخل البطولة العالمية بسلسلة من الانتقادات والحضور الضعيف في مشوار التصفيات. الأرجنتين بحاجة إلى إعادة الهدوء قبل كل شيء وترتيب الفريق داخلياً وإدارياً، فالمنافسة في بطولة عالمية بوزن كأس العالم ليس بالأمر الهيّن.