الدولار يقفز لأعلى مستوى في 5 أشهر بدعم تهدئة التوترات

نزع فتيل "الحرب التجارية" بين أمريكا والصين.. والأسواق تلتقط الأنفاس بدعم "اتفاق أوسع"

 

عواصم - الوكالات

قالت وزارة الخارجية الصينية أمس الاثنين إنّ الصين لا تريد توترات تجارية مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما اتفق أكبر اقتصادين في العالم على التخلي عن تهديداتهما بفرض رسوم جمركية بينما يعملان على اتفاق تجاري أوسع نطاقا.

وأثنت وسائل إعلام حكومية صينية على تراجع كبير في التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وقالت إن الصين متمسكة بموقفها وإن البلدين لديهما إمكانية كبيرة لتعاون تجاري مفيد للطرفين. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن أكبر اقتصادين في العالم اتفقا على التخلي عن التهديدات المتبادلة بفرض رسوم في الوقت الذي يعكفان فيه على اتفاق تجاري أوسع. وفي اليوم السابق، قالت بكين وواشنطن إنهما ستواصلان محادثات بشأن إجراءات لزيادة واردات الصين من الطاقة والسلع الزراعية الأولية من الولايات المتحدة لخفض العجز في تجارة السلع والخدمات بين البلدين البالغ 335 مليار دولار سنويا.

وقالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية إن بإمكان الجميع تنفس الصعداء بعد تراجع الحرب الكلامية، ونسبت إلى كبير المفاوضين الصينيين ونائب رئيس الوزراء ليو خه قوله إن المحادثات أثبتت كونها "إيجابية وعملية وبناءة ومثمرة". وقالت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية في مقال افتتاحي "على الرغم من كل الضغط، فإن الصين لم ’"تنحن"، مثلما لاحظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بل تمسكت بموقفها وابدت دائما رغبتها في التفاوض".

وقالت "يعني مشاطرة الولايات المتحدة (الصين) هذه الرغبة في نهاية المطاف أن الجانبين تفاديا بنجاح المواجهة المباشرة والتي بدت في مرحلة ما محتومة".

وخلال جولة أولية من المحادثات هذا الشهر في بكين، طلبت الولايات المتحدة أن تقلص الصين فائضها التجاري بواقع 200 مليار دولار. ولم تتم الإشارة إلى اي رقم في بيان مشترك للبلدين. لكن بعض المحللين في بكين يحذرون من أن التوتر التجاري سيستمر، وإن الصين يجب أن تستعد للمزيد من التحركات بشأن التجارة من جانب إدارة ترامب.

وفي السياق، سجل الدولار أعلى مستوى في خمسة أشهر بعدما أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الاتفاق على تعليق التهديدات المتبادلة مع الصين بفرض رسوم على الواردات. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، متجاوزا مستوى 94 لأول مرة منذ أواخر ديسمبر 2017. وارتفع الدولار في الأسابيع الأخيرة في حركة مفاجئة للأسواق، ليزيد 5.4 بالمئة فيما يزيد قليلا عن شهر. وهذا أكبر مكسب للعملة الأمريكية منذ الربع الأخير من 2015 حين كان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) يستعد لأول زيادة لأسعار الفائدة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008. ودفع تحسن الاقتصاد الأمريكي مجلس الاحتياطي الاتحادي لرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من البنوك المركزية الأخرى التي أحجمت عن إنهاء سياسة الدعم المقدم لاقتصاداتها. وأثر ذلك على أسواق العملة لاسيما بالنسبة لليورو والجنيه الاسترليني. ونزل اليورو نصف بالمئة خلال اليوم إلى 1.1724 دولار، إذ امتد الاتجاه النزولي للسندات الإيطالية إلى أسواق السندات الأخرى بالدول الواقعة على أطراف أوروبا.

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك