الغُســــــــــل - لروح أمي


خالد محمود – مصر

الريح
بتعبِّى شراعك بالأحزان
والبحر بينحر آخر شط فى روحك
والهمّ بينحت فى ملامحك
واليُتم بيوشِم تجاعيدك
بمراكب شايلة جروحك
بتطُوف على كل قبور الكون
مش لاقيه مكان..
*
وكأنى فى أول ليلة فطام
تايه
مخنوق
متوتر
وصوابعك لما تداعب شعرى
 أطَّمن..
أدفس وشى فى صدرك وأغنى
عيّل
إنسان
*
مهزوم
واقف على غُسلِك
وإيديكى بتتمد
تناولنى مَنابك
من تحت الطبلية
من غير ما يحسك أبويا
الليلة الواقفة
وأنا وانتى فى طابور الجمعية
وكيلو اللحمة بـ 68 قرش
*
كان لازم يا امه
توصينى على دى الواقفة ؟
وكأنك قاصدة
 بنفس الفطرة لآخر مرة
تدِّينى الدرس
ما بين الصدق وبين الغش
*
إزاى يا امه تخلِّينى أشوفك عريانة !
وإيدين الستات
 بتشيل وتُحط فى لحمك
وانا وحدى طابور
والفُرجة بلاش
وحانوتى الحتَّة الغشاش
بيفاصل على غُسلك
والميِّة بتنزل على جسمك
 بتعزِّى الدمع المِتحاش..
*
حاسبوا يا ستات
بشويش
بشويش ع البطن اللى شالتنى
والصدر اللى إدانى القوت
والكف اللى غَسلِّى الهِدمة
وعينيكى الباردة توصينى
خليك راجل
*
راجل !
طُظ..
دا أنا باحسد كل بناتك
على لطم خدودهم
وصواتهم وعَدِيدهُم
دا انا باحقد ع المناديل المليانة دُموع كدابة
وعلى آخر سُترة بتستُر بَدنِك
كفنِك . .
بيطلعلى لسانه
إكمنُّه المسموح له يُضمك
وخيطانه هاتتحنى بدمك
وهايشهد وقت سؤالك
ويدوب فى ترابك
*
حِلِّينى يا امه م الوصية
وإدينى فرصه للبُكا
زى العيال اليتامى
زى السما
 لما بتودع الليل بالندى
سايبالى سُرة دُعا
ولا الملايكة شاغلتك بالجنة
فـ  نسيتى
هايطُول غيابِك
 واللُقا مجهول
يا موت.. يا غُول
خُدنى معاها والنبى

 

تعليق عبر الفيس بوك