د. صالح الفهدي – سلطنة عمان

أَضَعْــــتَ نـــورَكَ، فــاتبــــعْ نحـــــوَهُ سَبــَبـــا
واكْشِـــــفْ تــــراهُ إِذا مــــــا رُمْــــــتَهُ طَلَبـــا
أَلْحَــــــدْتَ باللـــــهِ، أَنْ أَنْكَــــرْتَ هَـــــالَتَــــهُ
تَـــا للـــهِ أَيَّ مَـــتَــاهٍ عِـــشْــتَ مُسْــــتَلَبـــــا؟!
أَرواكَ مُتْـــــرَعُ وَهْـــــمٍ مِـــــنْ حُــــثالتِــــــهِ
حَـــلَلْتَ شِـــرْباً فقــد أَغــــراكَ مــا شَـــرِبــا!
لمْ تجهـــلِ النُّـــورَ، لكــــنَّ الخُـــطَى نَكَصَتْ
فـــأسلمـــتْــكَ إلــــى الأوهـــامِ مُحْـــتَطِـــــبَا
وداهمتـــْكَ ظنــــــونٌ، فـــاستُلِبْـــــتَ ولـــمْ
تَنْصُــــرْ نُهـــــاكَ، وقــــد ألفــــيتَهُ سُلِبــــا!
أتجهـــلُ اللهَ هــــلْ آنســــتَ مـــــنْ ظُــــلَمٍ
تخــــبَّطـَتْكَ، وهــــلْ آلفْتَــــها كُـــــرَبَــــا؟!
ومــا العلـــومُ التــي تُـــرْدِي بصـــاحــبِهـا
في مَهْمَــــهِ المَيـــْنِ والبـهــــتانِ مكتــئــبا!
إلاَّ الحــمـــاقــةَ فـــي قيـــعــانِهـــا مَـــــدَرٌ
إنْ غـــارَ مــاءٌ فمــا اسطــاعـتْ لــهُ طَلَـبَا
أضعــتَ علمًــا، فــآيُ العـلمِ محـضُ هدىً
يُـــدنــي خُــطــاكَ إلــى ربِّ العُــلَا قُــرُبا
وآيـــةُ العــــزِّ أنْ تـــرقـــى بــتكـــرمــــةٍ
إلـى العـــظيـــمِ الـــذي أولاكَ مـــا وَهَـبـا
فـــلــوْ يشـــاءُ لــمـــا أَغْـــنـــَتْكَ نـعــــمتَهُ
ولـــو يــشــاءُ لَعِـشْــتَ الــدَّهْرَ مضطـرِبا
لكنَّمـــا رحـــمةٌ مــنْ ذي الجـــلالِ هَمَـتْ
كما همى السَّيلُ، فاهتــــزَّ المـدى خَصِبـا
كرامــةُ اللـه لا أبـــوابَ تـــــوصِــــــدُها
عــنِ العــــبـــادِ وإِنْ أَولَـــــوْهُ مُنْقَــــــلَبا!
أَلْحَــــدْتَ باللــهِ، هــل تنكـرْهُ عـنْ سَفَـهٍ
أمِ المحــجَّــةُ في زيـــغِ النُّهـــى كَذِبـا؟!!
أمْ أنَّ (هــامـــانَ) قــد أعـــلاكَ منـــزلةً
في الصَّـرْحِ فاطَّلَعَـتْ عيناكَ ما حُجِـبا؟!
عَـــوْدًا لقلبـــِكَ إنَّ النُّـــــــورَ محــتبـِسٌ
في الجُـــبِّ، تحـــسَبُهُ بالنُّكــرِ قد نَضَبَا!!
لا تشطحَـــنَّ فَضَـــوْءُ الحـــقِّ منـــبلِـجٌ
وعُـــدْ إلـــى اللهِ، لـــنْ تلقـــاهُ مغتــرِبَـا
ففرحــــةُ اللهِ باللُّقيــــــــا يُسَــــرُّ بــــها
هـــذا الوجـــــودُ فأَتْبِـــعْ نحــــوَهُ سبَبَـا