عرس الصحافة العمانية

طالب المقبالي

شهدت الصحافة العُمانية، عشية السادس والعشرين من مارس الجاري، عُرساً متميزاً، سوف يدونه التاريخ في صفحاته، وسوف يتذكره كل صحفي وإعلامي في السلطنة. هذا الحدث المتكرر كل عامين اختلف هذا العام مضموناً وشكلاً، وشهد حضوراً لم يشهد مثيلاً له في الدورات الماضية.

فانتخابات جمعية الصحفيين العمانية هذا العام، خطَّت لنفسها مساراً جديداً، ونهجاً مغايراً عمَّا كان عليه الوضع في الدورات الماضية، وقد اكتنفه التشكيك وعدم النجاح في بادئ الأمر لدى كثير من المشككين في فاعليته ونجاحه. فقد كانت الانتخابات في الماضي تسير وفق الترشح من قبل مجموعة من الأعضاء، يتراوح عددهم بين 9 إلى 12 شخصا، ويتم الاقتراع عليهم والتصويت لهم من أعضاء الجمعية العمومية، والتي غالباً ما تُحجم عن الحضور والمشاركة في الانتخابات، بحجة تكرار الوجوه التي تترشح لعضوية مجلس الإدارة.

أما في هذه الدورة، والتي أثبتت نجاحها بكل كفاءة واقتدار، فقد قُسِّمت إلى مجموعتين توافقيتين؛ الأولى مجموعة التعاون، والثانية مجموعة القلم، وقد ضمَّت كلٌّ منهما اثني عشر فرداً، وكان هدفهما واحدًا، وشعارهما واحدًا: "نرعى الإبداع والفكر".

لقد توافد سادة السلطة الرابعة من مختلف أرجاء السلطنة، من ظفار، إلى مسندم، لقد أتى جميع هؤلاء الصحفيين والإعلاميين ليقولوا كلمتهم، وليختاروا القائمة التي يرونهما مناسبة وتخدم المسيرة الصحفية والإعلامية للفترة المقبلة.

والحضور كان لافتا ومميزاً، والنتيجة كانت فاصلة وحاسمة؛ حيث حصلت مجموعة التعاون بقيادة الدكتور محمد بن مبارك العريمي على 190 صوتاً بأغلبية واضحة، فيما حصلت مجموعة القلم بقيادة الكاتب الصحفي على بن راشد المطاعني على 113 صوتاً، وبذلك استلمت قائمة التعاون دفة قيادة جمعية الصحفيين العمانية.

الجميل في المشهد أنَّ الأمور جرت بروح الإنسان العماني المتسامح المتصالح مع الجميع، فقد تقبلت مجموعة القلم النتيجة بصدر رحب، فهب أعضاؤها لمصافحة ومعانقة وتهنئة أعضاء مجموعة التعاون على فوزهم، هذه الروح هي مزيج بين روح الإنسان الصحفي الذي اختار مهنة تسمَّى "مهنة المتاعب"؛ فالصحفي هو الشَّمعة التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين، والوجه الثاني روح الإنسان العماني، والوافد الذي عاش على هذه الأرض الطيبة.

كيف لا، وقائد تلك المجموعة هو الأستاذ القدير على المطاعني الذي ما فتِئ قلمه يخط نبضات الشارع العُماني، وهو المدافِع عن حقوق المواطن وعن منجزات الوطن.

وهنا.. يشهد الجميع بأنَّ مجموعة التعاون سوف تنقل الجمعية نقلة نوعية وفق المرئيات التي طرحها الدكتور محمد العريمي، هذا الإنسان الذي خاضَ تجربة يشهد لها الجميع في قيادة جمعية الكتاب، فحقق لها الكثير من الإنجازات، وقد أوفى بجميع الوعود والمرئيات في برنامجه الانتخابي، وهنا يُؤكد للمشككين أنه قادر على تحقيق تلك الوعود وتلك المرئيات، ومن هنا لم تأتِ الأصوات التي حققتها مجموعة التعاون من فراغ، وإنما جاءت نتيجة قناعة الناخبين واطلاعهم على مجريات الأمور.

كما تزخر مجموعة التعاون بقامات إعلامية لها صولات وجولات في هذا المضمار، وكذا الحال في مجموعة القلم، فهناك خامات وكوادر خسرها مجلس إدارة الجمعية، لكن يبقى أن هذه هي طبيعة نظام القوائم، هناك قائمة رابحة وهناك قائمة خاسرة، وفي النهاية يبقى هذا البيت بيت الجميع، والكل يستطيع أن يسهم في مسيرة الجمعية للفترات المقبلة.

muqbali@gmail.com