تأكيداً وترجمة للتوجهات السامية، وحرص جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- على النهوض بكافة مؤسسات الدولة؛ لمواكبة التغيرات التي يشهدها العالم، والاحتذاء بالدول الكبرى المتقدمة، وتجاربها الناجعة في هذا المجال، تواصل السلطنة العمل على تطوير القطاع الحكومي، وخاصة فيما يتعلق بتدريب الموظفين الحكوميين وتطوير قدراتهم، وأمس كان معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية، يرعى حفلَ تكريم المتدربين لمشروع التدريب العملي للموظفين الحكوميين في مؤسسات القطاع الخاص، وكذلك مشروع التدريب الإلكتروني المنفذ بوزارة الخدمة المدنية.
وللمناسبة عدة أوجه هامة وذات دلالة أولها يتعلق بالترجمة العملية على أرض الواقع للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، وهي في واقع الأمر شراكة مبتكرة تهدف بالأساس إلى تبادل الخبرات والتدريب العملي للموظفين الحكوميين.
من جانب آخر تعني تلك الخطوة الهامة على مستوى تطوير العمل الحكومي المزيد من تعزيز بيئة العمل والاندماج في طبيعة الأداء داخل مؤسسات القطاع الخاص؛ من خلال التعرّف عليها عن قرب واكتساب مهارات جديدة، فيما يتعلق بأحدث نظم الممارسات الإدارية الحديثة في السلطنة والعالم.
كذلك فإنّ السلطنة ممثلة في وزارة الخدمة المدنية تحرص على مواكبة التطور التكنولوجي الكبير على كافة المستويات، لهذا نفذت مشروع التدريب الإلكتروني، الذي يعد نقلة نوعية ومتطورة، ستترجم خلال الفترة القادمة إلى توفير للجهد والوقت وتطوير للأداء الوظيفي، واستكمال ما بدأته السلطنة من تطوير إلكتروني سيصل إلى الاعتماد الكامل على التكنولوجيا المتطورة في مختلف الأعمال الإدارية والخدمية، وهو ما يعني إبراز المواهب والكفاءات في مختلف مجالات العمل الوظيفي سواء بداية بالموارد البشرية ومروراً بإدارة النظم والشبكات وانتهاءً بأعمال المحاسبة والتدقيق وإدارة المؤسسات والمشاريع.
إنّ هذه الإنجازات التي تتحقق خلال الأيام الماضية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ التعاون البناء بين مؤسسات الدولة حكوميّة وخاصة لابد أن يثمر عن نتائج إيجابية كبيرة، أهمّها تعميق تلك الشراكة بين الجميع من أجل رفع مستوى الخدمات المقدمة للمجتمع، وتكريس مفاهيم التوجّه الحكومي نحو شراكة حقيقية مع القطاع الخاص.
