صلاح.. الكلمة العربية الفارقة بالقارة العجوز

 

حسين الغافري

أكثر ما يلفت الانتباه في عالم المستديرة خلال الفترة الماضية هو تألق نجمنا العربي المصري محمد صلاح مع ناديه ليفربول الإنكليزي ومنتخب بلاده. تألقه لن نختزله في تسجيل الأهداف وصناعتها رغم أنه الحدث الأبرز والذي فاجأ الكثيرين، وإنما في كيفية تحرّكه على أرضية الملعب والمجهود الكبير الذي يبذله. صلاح وجد نفسه مع ليفربول رغم أنّ الكثيرين شككوا في مسألة نجاحه في الدوري الأصعب عالميا حسب شهادة غالبية المحللين والمتابعين وربط ذلك بالفترة التي خاضها مع تشيلسي والتي لم يظهر فيها بتلك الصورة المرجوة. ومن يتابع الفرعون المصري لا يخامره أي شك بأنّه يتطور يوماً بعد يوم بشكل متصاعد وملفت وتجاربه في مشواره الاحترافي سواء مع بازل السويسري وتشيلسي الإنكليزي وحتى مع الأندية الإيطالية روما وفيورتينا صقلت عقلية طموحة يتمتع بها محمد صلاح وساهمت بشكل وبآخر في تقديمه لمهارات فنية فطرية يمتلكها.

نجاح محمد صلاح الحالي مع ليفربول لا يمكنه إغفال الألماني يورغن كلوب فيه. ولعلّ محمد ذكر ذلك في أكثر من مناسبة إعلامية ومقابلة تلفزيونية. فقد كان رهان كلوب في استقدامه من روما بمبلغ يتجاوز 37 مليون جنيه أسترليني في محله، فقد كان يراه لاعبا من الدرجة الأولى من خلال أهدافه وتحركاته وملائمته لأسلوب اللعب. صحيح وكما ذكرت بأنّ شريحة واسعة شككت في خطوة كلوب؛ لكنّها لم تطل أبداً أبداً. لم يأخذ محمد الوقت الكبير ليثبت جدارته مع ليفربول وها هو اليوم يُعدّ محبوب الريدز الأول وهداف الفريق والبطولة الإنكليزية حتى اليوم والرهان على لقب الهداف بات مطمعه ومطمعنا معه. ما فعله كلوب مع صلاح كان في مسألة توظيفه السليم بأرضية الملعب. وحسب معطيات المباريات. مرة في الجناح ومرة خلف المهاجمين. ولكن الأهم بأنّه أصبح قريبا من المرمى ويسجل باستمرار. كلوب ساهم في تطوير الـ Finishing (الإنهاء والتخليص) قبل أن يكتشف موقع صلاح على أرضية الميدان. وهذا لاحظه الكثيرون في عقلية صلاح الهادئة أمام المرمى على عكس وضعه مع روما على سبيل المثال. ولعل مباراة ليفربول وبورتو الأوروبية وهدف صلاح خير دليل، ومباراته بالدوري مع توتنهام وهدفه بآخر اللحظات شاهد آخر. وقس على ذلك في مختلف الأهداف التي تميّزت بالحنكة والموهبة والهدوء.

على صلاح أن يستمر تركيزه مع ناديه قبل كل شيء. عليه مواصلة الهدوء والسعي من أجل الألقاب في ظل ما نسمع من أخبار متزايدة حول بحث كبار أندية القارة العجوز لكسب ودّ الفرعون. ولعلي أختلف مع كثيرين بأنّ مسألة مقارنته بلاعبين أمثال ميسي ورونالدو ليست في صالحه.

ختاماً، يحق لنا نحن العرب جميعاً أن نفتخر بما يقدمه صلاح في القارة العجوز مثله مثل كثيرين سبقوه من نجوم.