المعتصم البوسعيدي
تعيش الرياضة العُمانية بين فترة وأخرى تجليات تبهج النفس، وتفتح آفاقا رحبة نحو وجود ما يستحق الإشادة به، ويجب أن نعترف في لحظةٍ ما بتقصيرنا الإعلامي تجاه العديد من الرياضات التي وضعت نفسها في مكانةٍ جيدة، لكن شعبية الرياضات الأخرى سرقت عنها الأضواء والشهرة.
المُشاهد لفعاليات ومسابقات الجمعية العُمانية للسيارات -من غير المتابعين الحقيقيين لها- سيُصاب بالإعجاب والدهشة من كمِ المشاركين في تلكم الفعاليات، إضافة للجماهير المتفاعلة معها، فيما تبدو رياضة المحركات مرتبطة مع "سيكولوجية" فئات عديدة من المجتمع؛ حيث حب السرعة ومهارة القيادة وسماع أصوات هدير المحركات، ويتضح الأمر أيضًا في سباقات التحدي الرملية -إن صح التعبير- في ولاية بدية...وغيرها من ولايات السلطنة، إضافة للسباقات المعروفة كالراليات وسباقات الحلبات وغيرها الكثير، على أن الجمعية العُمانية للسيارات تلعب دور كبير في زيادة شعبية رياضة السيارات وتشجيع النشء، إضافة لأدوارها التنظيمية الكبيرة، والذي جعلها تحصد في العام 2016م جائزة أفضل اتحاد عربي لرياضة السيارات.
الحديث في هذا الجانب يقودنا أيضًا لأبطال معروفين لهم صيتهم في الرياضة العُمانية سواءً في سنوات خلت أو في حاضرنا المعاش؛ فمن لا يعرف بطل الراليات السابق الرائع حمد الوهيبي؟! ومن لا يعرف أحمد الحارثي حاليًا قائد فريق عمان للسيارات وإنجازاته على المضامير العالمية؟! ومن لا يعرف عائلة الحبسي في سباقات "الكارتينج"؟! وهذه الأسماء على سبيل الذكر لا الحصر، مع كل التقدير للأسماء المعروفة الأخرى.
إن هدير المحركات في مختلف محافظات وولايات السلطنة يعطي مؤشرا كبيرا على الطاقات الموجودة، والتي مثلت وتستطيع تمثيل عُمان في كل المحافل، ووجود الجمعية العُمانية للسيارات يعزز من وجود البيئة الصحية لممارسة رياضة يُعد ممارستها خارج الإطار القانوني والتنظيمي المعروف خطرًا للغاية على الشخص نفسه وعلى الآخرين، كما أن التكلفة العالية لرياضة المحركات تعتبر "حجز الزاوية"؛ وبالتالي إيجاد الداعم والممول لهذه الرياضة ضرورة قصوى، ولا شك أن دور القطاع الخاص يمثل نسبة كبيرة في ديمومتها وتحقيقها للإنجازات.
وحتى لا نعيد ما نقوله دائمًا، أعتقد أن الطاقات العُمانية تثبت يومًا عن يوم قدراتها وتفوقها في الكثير من الرياضات، ولطالما تفاجئنا الأيام بأبطال رياضيين متوجين في مسابقات وبطولات خارجية قبل أن يكون لهم صيت في الداخل، ولا شك أن هدير المحركات بات مرتفع الصوت، ويُسْمِع "من به صممُ"، فما لنا لا نمضي به قدمًا ونسعى لارتقائه نحو أعلى مراتب النجومية، وأعتقد أننا في الطريق السليم؛ لذلك علينا جميعًا أن نشد على كل الجهات المعنية لرفع الوتيرة، فلعلَّ من بين ظهرينا نجد "شوماخر" جديد، وتبقى الأماني نحو حلبة سباقات عالمية تحتضن العالم في سلطنة الخير والسلام.