المشاريع الطلابية .. الغاية والمصير

 

طالب المقبالي

انتشرت قبل أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمشاريع طلابية مرمية بمكب النفايات مما أثار ردود أفعال من قبل المواطنين وأولياء أمور الطلاب، وأصبحت القضية تتداول بين أوساط الناس في المنازل والمساجد والمجالس العامة.

وقد وصلتني مطالبات بالكتابة في هذا الموضوع وتسليط الأضواء عليه لما يشكله من أهمية رغم احتمالية أن تكون الصورة قديمة، وقد يكون الوضع تغير إلى الأفضل. في المقابل يُتداول أيضاً تعميم للمدارس في إحدى الدول المجاورة تقضي التعليمات فيه بتنفيذ جميع الأنشطة داخل المدرسة والغرف الصفية وعدم تحويلها لأنشطة لا صفية وتنفذ في المنزل، وتكليف الطلبة بها خارجياً مما يثقل كاهل ولي الأمر. ويعزو البعض أن هذه المشاريع ضررها أكبر من نفعها، فهي تثقل كاهل أولياء الأمور خاصة أصحاب الدخول المتدنية وأسر الضمان الاجتماعي. فالمدرسة لا تفرق بين الغني والفقير، فهي تطلب المشاريع من جميع الطلاب دون تمييز.

فالطلاب من الأسر الفقيرة تضطر الأسر إلى توفير متطلبات شراء مستلزمات مشاريعهم على حساب شراء أغراض ومستلزمات المعيشة.

وليس خافياً أن هناك أسرا معسرة بالكاد توفر قوت يومها، ولا أبالغ إن قلت ربما تضطر الأسرة إلى إلغاء وجبة من الوجبات الرئيسية لتوفير المبلغ المطلوب لهذا الغرض إرضاءً لأولادها.

وفي حال رفضت الأسرة توفير المال لشراء مستلزمات المشروع قد يضطر الطالب إلى الغياب عن المدرسة حتى لا يطالب بالمشروع، وفي نهاية الأمر يرمى المشروع أمام عيني الطالب أو الطالبة.

قد يخالفني كثير من المدافعين عن هذا الموضوع، ولكن من خلال استطلاعي لآراء بعض أولياء الأمور يطالب أحدهم بإعادة النظر في الأنشطة المدرسية بحيث تكون صفية، فالواقع أن غالب الذي ينفذ تلك المشاريع هي أسرة الطالب وليس الطالب نفسه، وهنا لن يستخدم الطالب عقله وفكره وإبداعاته.

 من جانب آخر بإمكان الطالب الميسور الحصول على درجة عالية بقدر مستوى مشروعه، على عكس الطالب الفقير.

وهناك أشخاص امتهنوا إنجاز مثل هذه الأنشطة للطلبة غير المتفرغين ولديهم المال فيحصلون على هذه المشاريع جاهزة دون عناء وبمقابل مبلغ من المال.

ومنعاً لحدوث مثل هذه الأمور يجب تخصيص حصة نشاط تنجز فيها مثل هذه المشاريع والأنشطة تحت إدارة ورقابة المختصين.

في المقابل يقول أحد المختصين في هذه المشاريع : يجب ألا نقيس أو نعمم حالة فردية على جميع مدارس السلطنة، فأغلب مشاريع الطلبة معلقة على جدران ومرافق مدارسهم منذ سنوات، والمشروع المطلوب من الطالب هو المشروع الذي يصنعه بأنامل يده ومن ملكات إبداعاته وليس ما يفهمه بعض أولياء الأمور من أن يشتري مشروعا جاهزا من المكتبة.

وينصح الرجل ولي الأمر بعدم شراء المشاريع الجاهزة دون أن يبذل فيها جهدا جسديا وفكريا.

ويقول الرجل "قبل أيام صادفت ولي أمر طالب يشتري ملصقات لابنه لطلب مشروع فنصحته بعدم شراء ملصقات جاهزة، فالمعلم لا يريد أبداً الملصقات الجاهزة، وإنما يريد أن يقوم طفلك بالرسم والقص واللصق.

ويشير بأن الصورة المتداولة منتشرة منذ أكثر من خمس سنوات وتحاك حولها كلمات غير تربوية.

وهناك رسالة هامة وجهها أحد أولياء الأمور إلى المعلمين والمعلمات، وبالتحديد معلمي ومعلمات الحلقة الأولى يقول فيها بأننا تعبنا من كثرة الطلبات والمشاريع، وإرهاق الطلاب بكثرة الواجبات المنزلية، فحالتنا المادية صعبة جداً، ولدينا أولاد يرفضون الذهاب إلى المدرسة في اليوم المعين بسبب خجلهم وخوفهم من المعلمة ويختتم بقوله: الطلبات والمشاريع أرهقتنا.

وشهد شاهد من أهلها، يقول أحد المعلمين: أنا ضد المشاريع والواجبات المنزلية كون المشاريع مكلفة وبعضها غير متوفر في البيئة المحلية، ويطالب وزارة التربية والتعليم بتوفير المكونات وتنفيذها في المدرسة بوجود المعلم وتوجيهاته فهو المعلم وليس الأسرة، كذلك الواجبات المنزلية غير مجدية في ظل عدم وجود شخص متعلم أو متخصص من أفراد الأسرة.

وتعليقاً على الصورة المنشورة ضرب أحد المعلمين مثالاً ببطاقة شحن رصيد الهاتف، قائلاً عندما تشحن هاتفك سترمي البطاقة! بمعنى أن الطالب يتعب في المشروع والأسرة تنفق المبالغ لشراء مستلزمات المشروع، والمعلم يحدد الدرجة التي يستحقها الطالب لرفع درجاته الدراسية ومن ثم يرمي بالمشروع في مكب النفايات حاله من حال بطاقة الشحن التي انتهت فاعليتها.

 

 

muqbali@gmail.com