التنمية المستدامة الشاملة

رغم حرص السلطنة على التنويع الاقتصادي، واتخاذها خطوات في هذا الإطار، ضمن خطة طموحة لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط، إلا أنّها في الوقت ذاته تحرص على الاستفادة من الموارد الطبيعية في باطن الأرض، والتي لازالت المصدر الرئيسي للطاقة في العالم، ومن هنا يكتسب المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقدته وزارة النفط والغاز أمس أهميّة كبيرة، خاصة وأنّه أقيم تحت شعار "ملتزمون بالتنمية المستدامة" وبحضور كبريات الشركات العاملة في القطاع بشقيه العلوي والسفلي.

يأتي المؤتمر في وقت تتواصل فيه جهود الدولة والقطاعين الحكومي والخاص من أجل توفير فرص للباحثين عن عمل تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء بتوفير 25 ألف فرصة للباحثين عن عمل، لتؤكد الوزارة أنّها تستهدف الوفاء بتوفير 5000 فرصة عمل للمواطنين في القطاع، مشيرة إلى أنّها تعمل ليس فقط على توفير هذا العدد من فرص العمل عبر الشركات العاملة بالقطاع، بل تتجاوز هذا العدد وتوفر فرص عمل مستدامة ومتزايدة، وهو ما يعني دخول قطاع النفط وبقوة في دعم جهود التوظيف التي تعمل على قدم وساق دون توقف من فترة، وتسابق الزمن من أجل الوفاء بما تمّ التعهد به تجاه الباحثين عن عمل، خاصة وأنّ القطاع بمؤسساته يعمل على تطوير وتأهيل الكوادر وقد تحققت إنجازات كبيرة ولا تخطئها العين خلال السنوات الماضية في هذا المجال.

أيضا كان من أهم ما أعلن عنه في مؤتمر الأمس مواصلة جهود الاكتشاف والتنقيب رغم التحديات الاقتصادية، في نفس الوقت الذي تتواصل فيه جهود تنويع مصادر الدخل وتطوير الصناعة بمختلف قطاعاتها لتتخذ مكانتها اللائقة في الدخل القومي وكذلك القطاع اللوجستي وقطاع السياحة، وهو ما يعني التركيز على عدة اتجاهات من أجل تحقيق تنمية شاملة واستثمار كل الفرص الاقتصادية المتاحة، ففي نفس الوقت الذي تتواصل فيه جهود التنقيب مع كلفتها العالية، تتواصل جهود تهيئة مناخ الاستثمار، وتوفير بنية أساسيّة قويّة في مختلف أنحاء البلاد إضافة إلى شبكة طرق حديثة وموانئ ومطارات ومناطق صناعية كبيرة وواعدة، وهو ما يترجم واقعيًا مصطلح التنمية المستدامة الشاملة.

تعليق عبر الفيس بوك