وقفة مع اتفاقية صيانة الطرق الترابية

 

طالب المقبالي

مشاريع عملاقة أنجزتها وزارة النقل والاتصالات في مجال الطرق والمطارات مما يسهل عملية التواصل بين المواطنين ويختصر المسافات بين المحافظات والولايات.

وغالباً ما تسلط الأضواء على الطرق الحديثة المعبدة، في حين توجد طرق أخرى بعيدة عن الأضواء رغم أهميتها واعتماد غالبية المواطنين عليها في التنقل بين قراهم.

فالطرق الترابية التي تشرف عليها وزارة النقل والاتصالات، وتنفق ملايين الريالات في صيانتها تعاني من الإهمال بشهادة المواطنين الذين تواصلوا معنا لتسليط الأضواء على هذه القضية.

فهناك أكثر من 835 كيلومترا من الطرق الترابية بولايات محافظة جنوب الباطنة وحدها.

وهناك اتفاقية للصيانة أبرمتها وزارة النقل والاتصالات عام 2016، مع إحدى الشركات العاملة في البلاد والتي بلغت قيمتها أكثر من مليونين وسبعمائة ألف ريال عماني، لمدة خمس سنوات لصيانة هذه الطرق الترابية بالمحافظة.

الاتفاقية تضمنت بنوداً عديدة لو طبق 10% منها لأصبح المواطن ينعم بطرق أشبه بالطرق المعبدة، ولو وجدت المعدات المذكورة في الاتفاقية لأصبح الحال غير الحال.

فمن بنود الاتفاقية إزالة الأتربة عن القنوات المائية، وترميم الحفر على جميع الطرق التي شملها البرنامج، بالإضافة إلى إزالة الأتربة ومخلفات الأودية، وعرض الطرق من 6 إلى 9 أمتار، وهذا غير مطبق على أرض الواقع.

ومن البنود الجميلة لو طبقت، بند يقول: يجب على المقاول تسليم برنامج الصيانة كل أسبوع من كل شهر، كما يجب على المقاول تسليم تقرير عن كل شهر يتضمن برنامج الصيانة والمعدات المتوفرة، وتقديم صور فوتوغرافية توضح الأعمال التي تمت.

وإثر المطالبات بالكتابة عن هذا الموضوع وقفت يوم الأحد الماضي على عدد من الطرق بولاية الرستاق للتأكد من المعلومات التي وردتني قبل كتابة المقال، فوجدت الطرق وكأنها لم تُصن منذ أمد بعيد، فنصيب ولاية الرستاق من هذه الطرق 537 كيلومترا ونصف الكيلو .

وغالبية هذه الطرق لا تتم صيانتها إلا عقب هطول الأمطار وجريان الأودية حسب إفادات الأهالي من سكان قرى ولاية الرستاق، فتنقطع السبل بالسكان مما  يؤدي إلى عدم المقدرة في الحالات الطارئة والإنسانية على الوصول إلى الخدمات الحكومية كالمدارس والمستشفيات .

فهناك طرق أصبحت الصيانة فيها شبه معدومة، أو متباعدة كطريق قرى المحدوث وفجري والسودي بوادي الحاجر.

أما طريق وادي بني عوف الذي يبدأ من قرية الطيخة مروراً بقرية بلد سيت وهاط، فلا تتم صيانته إلا على فترات متباعدة رغم أهميته في الربط بين ولاية الرستاق ومحافظة الداخلية.

فقبل يومين من كتابة هذا المقال وقع حادثا تدهور مركبتين في أماكن خطيرة نتيجة عدم صيانة الطريق، مما يضطر أهالي بلد سيت إلى الخروج في جماعات لإصلاح ما يمكن إصلاحه عقب الأمطار من أجل الحالات الطارئة والإنسانية، بعد اليأس من الصيانة التي تقوم بها الجهات المعنية.

وكذا الحال في طريق قرية سيع بوادي بني غافر بطول ١١كم.

ومن الطرق الهامة طريق المنصور وصولاً إلى قرية الغيل بطول قرابة ١٨ كيلومترا، هو الآخر لم يجد حظه من الصيانة إلا على فترات متباعدة.

أما طريق الوشيل/ الحوقين المار عبر الجيهاني وحفي الذي شهد مؤخراً مسيراً على الأقدام لمسافة 18 كيلومترا والذي نظمه فريق الحوقين الرياضي حالته لا تسر، وقد شهد ذلك جميع المشاركين في هذا المسير والذي قدر عددهم بألف وخمسمائة مشارك، جميع هؤلاء مستاؤون من تدهور حالة الطريق، ولسان حالهم يقول، كان الله في عون الأهالي الذين يرتادون هذا الطريق يومياً ، وهو بهذا الحال .

وهناك طرق عديدة لم تنل حقها في الصيانة، كطريق حيل الصوالح بوادي بني غافر بطول 11 كم، وطريق يصب والصوع بوادي السحتن، وطريق زولة بوادي بني هني، وطريق وادي حيل بنت بالرستاق، وطريق حيل الخنابشة بقرية يقاء بوادي بني غافر، وطريق ضبعوت وجبل ظوي بوادي السحتن.

لقد وقفت على بعض طرق الرستاق، وليتني لم أقف على اتفاقية الصيانة.

muqbali@gmail.com