في جامعة السلطان قابوس

ملتقى المشاريع البحثية يستعرض تسعة مشاريع حظيت بالتمويل من منحة المكرمة السامية

 

مسقط - الرؤية

نظمت جامعة السلطان قابوس، أمس الثلاثاء، ملتقى المشاريع البحثية الاستراتيجية الممولة من منحة المكرمة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في نسخته الثانية، واستعرض الملتقى تسعة بحوث استراتيجية حظيت بالتمويل من منحة المكرمة السامية التي توجت بها مسيرة البحث العلمي في الجامعة، وتنوّعت البحوث المقدمة في الملتقى بين تربوية وطبية وزراعية واقتصادية وغيرها، والتي تتماشى مع التوجهات الحالية للسلطنة المنصبة في إطار تحقيق التنمية المستدامة والشاملة. واستهدف الملتقى الباحثين في تخصصات علمية وإنسانية واجتماعية من داخل الجامعة وخارجها، إضافة إلى ممثلي مؤسسات البلد المختلفة، وطلبة مؤسسات التعليم العالي في المراحل الجامعية الأولى والعليا؛ وذلك بهدف توسيع نطاق الاستفادة من نتائج هذه البحوث، وتعزيز أواصر التعاون بين المؤسسات.

وفي الكلمة الرئيسية للملتقى أكّدت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أنّ نتائج هذه المشاريع البحثية التي تحظى بدعم المكرمة السامية لها تأثير كبير على السلطنة اجتماعيا واقتصاديا. مشيرة إلى أنّه من الناحية الاجتماعية، يتمثل تأثير هذه المشاريع في تطوير المهارات والمعارف الخاصة بالسلطنة؛ مما يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي الفريد للبلد، ويعزز مكانته بين مجتمع الأمم، إضافة إلى ما تسهم به في انتقال السلطنة إلى مجتمع قائم على المعرفة، يزخر بقوى عاملة تتسم بالمهارات العالية والديناميكية والابتكار، وهو الأمر ذاته الذي يتيح لها مواكبة المشهد العالمي المتغير باستمرار.

أمّا من الناحية الاقتصادية فقد نوّهت الدكتورة رحمة إلى أنّ القيمة المضافة التي تحققها المشاريع البحثية الممولة من منحة المكرمة السامية يمكن أن تسهم في تنمية الابتكار، وخلق فرص عمل في الصناعات المتطورة ذات التقنية العالية، إضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية الدولية، والتنويع، ونمو القطاع الخاص. وهي جميعها تمثل أهدافًا رئيسية لخطط التنمية في السلطنة، ويدعمها البحث العلمي، بحيث يتم توجيه المشاريع البحثية الممولة من منحة المكرمة السامية نحو الاهتمام بها بالبحث والتقصي.

وقد رعى الملتقى سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، إذ شهدت الجلسة الأولى منه عروضا في المجال التربوي، حيث قدمت الأستاذة الدكتورة ثويبة البروانية مديرة مركز التميز في التعليم والتعلم وأستاذة بكلية التربية، قسم المناهج والتدريس، عرضًا موجزًا حول المشروع البحثي "مهارات التفكير الناقد لدى طلبة جامعة السلطان قابوس مقارنة بين القياس والتوقعات". تلاه العرض المقدم من قبل الدكتور علي بن شرف الموسوي أستاذ بكلية التربية، قسم تكنولوجيا التعليم والتعلم، حول "فاعلية تصميم برمجيات التقانة الحديثة وتوظيفها في تعلم القراءة باللغة العربية في مدارس الحلقة الأولى للتعليم الأساسي بسلطنة عمان" الذي أثبتت نتائجه الرئيسية فاعلية البرمجيات في تحصيل الطلبة في القراءة؛ وأنّ اتجاهات الطلبة نحو استخدام البرمجيات في تعلم اللغة العربية كانت إيجابية.

ثم استعرض الدكتور كاشف نايف زايد أستاذ بكلية التربية، قسم التربية الرياضية، مشروعه البحثي حول "تقييم نمط الحياة: النشاط البدني والعادات الغذائية والسلوكيات الخاملة ومؤشر كتلة الجسم لدى المراهقين العمانيين (15-17) والذي أظهرت نتائجه أنّ المراهقين العُمَانيين يقضون بالمتوسط (​​5.3) ساعة يوميا أمام الشاشات (التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية الرقمية) وأنّ 55% منهم لا ينالون القسط الكافي من النوم (7 ساعات) ولا يتناولون وجبات الإفطار معظم أيام الأسبوع. وأظهرت النتائج أيضًا أنّ أولئك الذين يهملون وجبة الإفطار يمارسون مقدارًا أقل من النشاط البدني. كما توصلت الدراسة إلى أنّ نسبة كبيرة من المراهقين العُمَانيين لا يمارسون القدر الموصى به من النشاط البدني، وأن نسبة كبيرة منهم ينامون ساعات أقل من المطلوب، وأنّ نسبة كبيرة منهم أيضًا يهملون وجبة الإفطار.

وفي الجلسة الثانية، قدّم السيد الدكتور منذر بن هلال البوسعيدي أستاذ بكليّة الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم المحاسبة، بحثه حول "دور الإفصاحات في سوق مسقط للأوراق المالية" والذي أوصى بعدد من الاقتراحات من أجل تحسين مستوى الإفصاح، أولا: توفير المزيد من الهيكلة للإفصاحات المطلوبة، ثانيا: تحسين هيكلة الغرامات الحالية لمعاقبة الشركات غير الملتزمة بالإفصاح، ثالثا: استخدام تصنيف الإفصاح باعتباره حافزًا للشركات لتوفير المزيد من المعلومات، رابعا: رفع مستوى قطاع التحليل المالي والصحافة المالية لتوفير حافز أو ضغط آخر للشركات لتوفير المعلومات المطلوبة من قبل المستثمرين، خامسا: تحسين نشاط المساهمين في الاجتماعات السنوية ومساءلة أعضاء مجلس الإدارة وإدارة الشركة عن كل ما يخص أداء الشركات ومجلس الإدارة.

كما استعرض الدكتور شاهد بن محمود البلوشي أستاذ بكليّة الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم إدارة العمليات والإحصاء التجاري، بحثه حول "تقييم آلية تطبيق التفكير المقتصد في قطاع الرعاية الصحية بسلطنة عمان" الذي تطرق إلى دراسة إمكانية إدخال تحسينات على قطاع الرعاية الصحية في سلطنة عمان، وذلك عن طريق تطبيق التفكير المقتصد(LEAN) لتقديم الرعاية الصحية ذات الجودة العالية لجميع المواطنين.

وفي الجلسة الأخيرة، استعرض الدكتور يونس باقي مشروعه البحثي حول "دراسة الخصائص المضادة للسرطان للمكونات الطبيعية المستخلصة من تمر الخلاص العماني" الذي تمثل هدفه الأساسي في الكشف عن التأثير المضاد للسرطان للمستخلصات الطبيعية لثمرة التمر العُمَاني من نوع الخلاص، إذ سيتم دراسة هذه المستخلصات لمعرفة التأثير المضاد للسرطان بصورة عامة، وعلى سرطان البنكرياس بصورة خاصة، بحيث يتم دراسة التأثير من خلال قياس نسبة تكون الألياف والمصفوفة خارج الخلية في تشكيل خلايا أنسجة البنكرياس.

كما تمّ خلال هذه الجلسة أيضًا استعراض دراسة حول "القيمة المضافة للمنتجات الوظيفية المستخلصة من المواد البيوحيوية الأقل استغلالا والمتاحة محليا في سلطنة عمان" للدكتور محمد شفور رحمن من كلية العلوم الزراعية والبحرية، قسم الغذاء والتغذية، حيث ركزت الدراسة على تطوير منتجات وظيفية مختلفة باستخدام المواد الحيوية غير المستغلة مثل: الأعشاب البحرية من مصدر بحري بسواحل عمان، ونفايات الطعام الناتجة من الصناعات الغذائية بما فيها نواة البلح وقشر الرمان. وقدمت نتائج هذه الدراسة في الجسم الحي أدلة على قدرة قشر الرمان والفيفاي ومستخلصات الأعشاب البحرية على تخفيض مركب أزوسميثان الناجم عن سرطان القولون في الفئران.

وقدم الباحث في مشروع "توصيف المصادر المحتملة لمسببات أمراض النبات الفطرية والبكتيرية في عمان" الدكتور عبدالله بن محمد السعدي من كلية العلوم الزراعية والبحرية، قسم علوم المحاصيل، عرضا موجزا لهذا البحث الذي ساعد في اختيار أفضل التقنيات الجزيئية والتقليدية للكشف عن مسببات الأمراض الفطرية في التربة والأسمدة العضوية، كما ساعد أيضا على تطوير طريقة لاستخلاص الحمض النووي مباشرة من التربة، والأسمدة العضوية. ومن ضمن النتائج الأخرى التي توصلت إليها الدراسة، اكتشاف أكثر من (1000) نوع جديد من الفطريات والبكتيريا لأول مرة في السلطنة وتسجيل أمراض نباتية جديدة.

ومن المشاريع البحثية التي تمّ تسليط الضوء عليها في الملتقى أيضا "وصف سمات النيازك العمانية وخصائصها"، للأستاذ الدكتور صبحي نصر مدير مركز أبحاث علوم الأرض، حيث كشف المشروع عن أهميّة السلطنة باعتبارها أحد المراكز العالمية لاكتشاف النيازك، فقد ساهمت السلطنة في عام 2011م بحوالي (14%) من النيازك المكتشفة حول العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ولا يزال العلماء يبنون معارفهم المتعلقة بالأرض والنظام الشمسي بفضل النيازك العُمَانية. وقد تمكنت مجموعة من الباحثين في جامعة السلطان قابوس من إجراء دراسة تفصيلية على (95) عينة نيزكية. وقد أجريت دراسات بيتروغرافية، وجيوكيميائية، ومعدنية، ونسيجية تفصيلية للعينات، وتمكن الفريق من تصنيف هذه النيازك وتحديد أسماء رسمية لكل واحد منها. وقد تمت الموافقة على هذه الأسماء من قبل جمعية النيازك، وتعد هذه الخطوة أساسية ومهمة للاعتراف بهذه النيازك على الصعيد الدولي، وستمكن من نشر العديد من الاستنتاجات في المستقبل.

هذا، وقد تخللت جلسات الملتقى نقاشات بين الحضور من مختلف المؤسسات والباحثين المشاركين فيه، تم خلالها تبادل المعارف والمعلومات المتعلقة بمجالات البحوث المستعرضة في الملتقى.

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك