شبكات الواي فاي

علي بن بدر البوسعيدي

كل يوم يزداد احتياجنا للتواصل أكثر مع خدمات الإنترنت والاتصالات، خاصة وقد أصبح ذلك مثل الماء والهواء اللذين لا غنى عنهما، وصار الإنسان مُرتبطاً، وعلى مواعيد يومية متكررة ومستمرة بمواقع التواصل الاجتماعي، والشبكة العنكبوتية بوجه عام، للتواصل الاجتماعي أو معرفة الأخبار ومتابعة كل ما هو جديد؛ فاليوم حتى الشراء والتسوُّق أصبح أسهل وأسرع إذا تمَّ بشكل إلكتروني. ومن هنا، تأتي الحاجة لوجود شبكات واي فاي في الأماكن التي يتجمَّع فيها الناس، بصورة دائمة كالمقاهي والفنادق والمراكز التجارية الكبيرة، والوجهات التي يقصدها عدد كبير من الناس؛ سواء كانت وجهات سياحية أو خدمية؛ أسوةً بدول كثيرة في العالم من حولنا صارت فيها شبكات الواي فاي تغطِّي مدنًا بالكامل، نحتاج بلوغَ هذا المستوى؛ استثماراً للتغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها قطاع الاتصالات والأجهزة الإلكترونية.

وقد نجحنا في أن نقفز قفزات واسعة في التحول الرقمي، ويومًا بعد يوم تتحوَّل كل الخدمات لهاتف كلِّ شخص منَّا، يُمكنه الاستفادة منها بلمسة على الشاشة، كما أنَّ شركات الاتصالات لم تُقصِّر في مدِّ خدمات الإنترنت اللاسلكي إلى الكثير من الأماكن التي يقصدها الناس، وبدون أي تكلفة إضافية، حتى يبقوا على اتصال دائم بالإنترنت، وهو ما يوفر مساحات ومزايا أكبر لشركات الإعلانات والتسويق؛ كي تستطيع الوصول إلى عملائها وجمهورها المستهدف بكل سرعة وفي أي وقت.

إلا  أننا ما زلنا بحاجة إلى أن نمد خدمات الواي فاي من الأماكن المغطاة إلى المكشوفة، خاصة في فعاليات وأحداث مهمة كمهرجان مسقط، ومعرض مسقط الدولي للكتاب، ومهرجان خريف صلالة، وهو الذي يجب أن يُغطَّى طوال موسم انعقاده بخدمات واي فاي في أماكن تجمع الزوار؛ سواءً في الحدائق أو أماكن الفعاليات، وكذلك الأسواق والشواطئ والمتاحف...وغيرها، خاصة وأنَّ محافظة ظفار تشهد إقبالاً متناميًا من الزوار، من السلطنة والعالم.

من هُنا، يُمكن القول إنه حان وقت نشر شبكات الواي فاي في بلادنا الغالية عُمان، خاصة وأننا لدينا بنية أساسية قوية وكبيرة في مختلف أنحاء السلطنة؛ تتمثل في شبكات طرق حديثة ومغطاة بخدمة أنظمة التتبع، إضافة للموانئ والمطارات والفنادق والمراكز التجارية ذات المواصفات العالمية، ونخطِّط مُستقبلاً لربط مدننا ومُحافظاتنا بشبكة السكك الحديدية.

إنَّ شمول هذه التنمية الكبيرة في عُمان الخير يحتاج كذلك شبكة اتصالات متقدمة لتواكب هذه الطفرة المستمرة، والتي تواصل النمو؛ فنحن بحاجة لاتباع أسهل وأسرع الطرق لإنهاء الخدمات وقضاء المصالح دون الحاجة لإهدار الوقت والجهد، الذي يجب أن نستغله في كل ما هو مفيد لنا ولمجتمعنا، دعماً لجهود الترويج للسلطنة كوجهة استثمارية جاذبة، ووجهة سياحية فريدة من نوعها.