"برشلونة تشيلسي" - الاستحواذ والعقلانية

 

حسين الغافري

بعد أن انتهى الجزء الأول من لقاءات الحسم في دوري أبطال أوروبا بنتائج ملفتة، لا نستبعد أن تحدث أمور مماثلة هذا الأسبوع. خصوصاً وأن كُل الأندية أعدت العدة من أجل عنوان واحد وهو "التأهل". في البداية فرض الواقع والتاريخ نفسه مجدداً في لقاء باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه الريال. الملكي فهم درس الباريسيين، وزيدان حضّر فريقه بشكل ممتاز لذلك أوجد الريال انطباعا أمام كل الأندية المتأهلة أو التي ستتأهل بأنّ الفريق مرعب أوروبياً بكل معنى الكلمة. وكذلك الحال نفسه مع يوفنتوس الذي عرف كيف يفوز وينهي طموح توتنهام على أرضه وبين جمهوره وهي أبرز مواجهات الأسبوع الماضي مقارنة بحدة التنافس المتقاربة.

أبرز المواجهات هذا الأسبوع تلك التي ستجمع برشلونة وضيفه تشيلسي الإنكليزي على أرضيه الكامب نو. المباراة صعبة بطبيعة الحال على الفريقين. برشلونة وكما شاهدنا في لقاء الذهاب يجد صعوبة بالغة في أندية تمنحه امتلاك الكرة في ملعبه وتدويرها كيفما يشاء دون التقدم بها إلى الأمام. وهو ما يفسر استحواذ برشلونة المفرط في مباراة الذهاب مع تهديد ضعيف على المرمى لولا كرة البرازيلي باولينهو في الشوط الأول، والخط الدفاعي الذي تسبب في إحراز النادي الكتلوني هدف التعادل. عدا ذلك فكل الاستحواذ والسيطرة جاءت رغبةً من الإيطالي كونتي مدرب البلوز في ذلك، ومتى ما سنحت الفرصة والظروف يمكن الصعود وخلق فرص التهديف.. ولولا سوء الطالع لكان تشيلسي حسم تأهله بعد قرابة ثلاث كرات في القائم!. صحيح أن حسابات لقاء الإياب ستختلف وطريقة أداء الفريقين ستكون ليست نسخة مكررة للقاء الأول. لكن مع ذلك لازالت أعتقد بأن عقلية إدارة تشيلسي للمباراة ستكون ذكية من حيث إغلاق الملعب والسحب برشلونة إلى مناطقه. والمباغتة بكرات مرتدة. برشلونة بدوره بحاجة ماسة إلى إرباك حسابات تشيلسي بهدف مبكر في أول ربع ساعة. الموضوع بنظري سيحسم طريقة إدارة المباراة لصالح النادي الكتالوني بشكل كبير للغاية.

أيضاً مهمة أشبيلية الإسباني تبدو محفوفة بالمخاطر مع مانشستر يونايتد الإنكليزي. النادي الأندلسي كسب احترام الجميع بعد الأداء الفذ الذي قدمه في لقائه أمام الشياطين الحمر بلقاء الذهاب. ولكن مقارنة بالأسماء التي يملكها أشبيلية تجعل طموحه في الوصول إلى الدور المقبل صعب المنال. فرق الخبرة كذلك له دور في مثل هذه المواجهات. أمّا في مواجهة روما وضيفه شاختاردونتيسك الأوكراني فالتوقعات تشير إلى أن روما قادر على قلب تخلفه والفوز بنتيجة عريضة. روما هذا الموسم يقدم كرة قدم جميلة وممتعة وشاهدنا كيفية تفوقه على الوصيف نابولي مطلع الأسبوع المنصرم. أداء الذئاب يوحي بأنّ فرصته كبيرة في لقاء العودة.

وفي آخر المواجهات التي ستلعب مساء الثلاثاء، وضعناها في آخر المقال لأن أمورها لربما حسمت بشكل كبير في اللقاء الأول وهي مواجهة النادي البافاري بايرن ميونخ ومضيفه بيشكتاش التركي. خماسية الذهاب من الصعب تعويضها أمام منافس بحجم بايرن ميونخ لذلك مسألة وجوده في دور الثمانية أمر منطقي للغاية.