علي بدر البوسعيدي
رغم أنَّ هناك الكثير من الجهود المبذولة على عدة مستويات، من أجل الترويج لما تتمتع به السلطنة من مزايا طبيعية وتراثية حباها بها الله، وما تحظى به من فرص استثمارية ومناخ يُشجع على البناء والاستثمار إلا أننا لازلنا بحاجة إلى المزيد والمزيد من هذه الجهود لتعريف العالم بما تتمتع به السلطنة من مزايا من وجهات وأنها جديرة بأن تحتل مركزاً متقدماً ضمن أفضل الوجهات السياحية والاستثمارية في المنطقة والعالم لدعم مقومات التنمية الاقتصادية في السلطنة، وترويج الاستثمار وتنمية الصادرات العُمانية غير النفطية، تعزيز مكانة السلطنة في الأسواق العالمية ودعم المشاريع الاستثمارية.
ولا تكفي السطور هنا فقط لذكر أهم ما تتمتع به السلطنة من مزايا، سواء من حيث القوانين والنظم الميسرة وعوامل الجذب العديدة، إضافة إلى الموقع الجغرافي الفريد مما يؤهلها لتتبوأ مكانة عالية كمركز جذب اقتصادي، والمنافسة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتقديم الخدمات التي تعزّز من نموها الاقتصادي.
كما تتمتع السلطنة بشبكة متكاملة حديثة من الطرق وبنية أساسية متكاملة إضافة إلى الموانئ والمطارات التي تؤهلها لهذه المكانة الهامة إقليمياً ودولياً، إضافة إلى وجود المناطق الاقتصادية الكبرى مثل الدقم وصحار وصلالة، وما تحتضنه من إمكانيات وفرص استثمارية رائعة.
علينا أيضاً أن نعرج إلى الجانب السياحي الممثل في القلاع والحصون التي تبقى شاهدة على الحضارة العمانية وتاريخنا الضارب في القدم، تحكي جدرانها أحداثاً هامة مرت على البلاد وتحمل بصمات الأجداد وعبقهم، هذا بالإضافة إلى الأودية الكثيرة المتعددة في مختلف ربوع السلطنة من شمالها إلى جنوبها، والشواطئ الممتدة والأجواء المتنوعة بين صيف وشتاء، ووجهات مثل الجبل الأخضر وجبل شمس التي تنافس أهم الوجهات العالمية.
إن تسويق السلطنة بمختلف مقوماتها سواء الاجتماعية منها والسياحية وتاريخها العريق، والتعريف بسِماتها الفريدة في شتى المجالات لا يقل أهمية عن الترويج للاستثمار وما تقدمه من حوافز لممارسة الأعمال التجارية وتأسيس المشاريع الاستثمارية، أو عن الترويج لصادرات السلطنة غير النفطية في مختلف الأسواق الخارجية.
وعلينا في هذا الصدد أن ندرك أهمية العمل المشترك لتحقيق الهدف الأسمى وهو جعل السلطنة وجهة جاذبة للاستثمار والتجارة والسياحة، ولهذا نحتاج إلى مخاطبة العالم بمختلف الطرق والوسائل وبث دعاية ترويجية مكثفة، ومواد تسويقية تسلط الضوء على أبرز الإمكانيات والقطاعات الاقتصادية الواعدة بالسلطنة، وتوحيد الرسالة لإيصال مقومات هذا البلد العريق وصورته للعالم.
