نادي المصنعة.. إلى أين؟

أحمد السلماني

يعد واحدا من أعرق أندية السلطنة، إذ تأسس في 15 يناير 1972م، وتقول المصادر الشحيحة إنَّ المصنعة في الأصل كان قد تأسس بدولة الكويت في ستينيات القرن الفائت، حاله حال عديد أندية السلطنة، عن طريق زُمرة من الطلاب، وممن كانوا يعملون هناك في حينها، وعاد أولئك مع بدايات العهد الزاهر والميمون ليتأسس في المصنعة القديمة "نادي الفتح" وأندية السلام والرائد والملدة والنور...وغيرها، هكذا كانوا يطلقون على الفرق اسم "نادي"، كل هذه الفرق ارتأت أنه من الضرورة الاتحاد والانضواء تحت نادٍ واحد، فتشكل "نادي المصنعة" برئاسة المغفور له -بإذن الله- الفنان عبدالله الصفراوي، هذا الكيان لم يكن ضيف شرف عابرا بين أندية السلطنة، ولكنه ورغم الإمكانيات المتواضعة حينها كان -كرويًّا- رقما صعبا في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت.

واليوم، وخلال عقدين من الزمان، عاش أحمر الباطنة ما بين انتعاشة وانكسار، لا أعلم شيئا عن أنشطته الثقافية والاجتماعية، فكل من اتصلت به لا يريد الحديث أو الخوض في النادي ووضعيته، إلا ما ندر، ولكن ما نراه أن شباب المصنعة فاعلون في الأنشطة الخيرية والاجتماعية، كرة القدم تعد واحدة من أهم المعايير التي يقاس بها حضور النادي بين أقرانه من عدمه، وحال فريق كرة القدم الأول لا يسر عدو ولا حبيب، الفريق هوى كالنجم من دوري عمانتل إلى الأولى، وفي موسم واحد وجد نفسه بدوري الدرجة الثانية، وبقية القصة يعرفها أبناء المصنعة.

بعد عناء شديد، وجدت من يتحدث، والحق بأنه يثني كثيرا على مجلس الإدارة الحالي، وأنه اجتهد حسب المتاح، ومن خلال حديثه استنتجت أن مجلس الإدارة به 12 عضوا، 4 إلى 5 منهم فاعلون، كما أن شباب المصنعة قاطبة تخلوا عن مجلس الإدارة الحالي، وهذا الديدن دائما، دائما من يتولى إدارته يُترك الحمل كله عليه، رغم أن النادي يحمل اسم الولاية وليس شخصا بعينه، هو يعاني من التحزبات أيضا وهذا مرض عضال، الكل حاضر عندما يرتقي النادي ويفوز، والكل يتخلى عند الإخفاق، على كل حال فهذا يحصل في غالبية الأندية والفرق.

لأبناء المصنعة قاطبة نقول: "ناديكم يناديكم، لن يأتي أحد من خارج النادي لإنقاذه، الإدارة التقليدية للأندية لم تعد تجدي، فهذه تسبَّبت في انتحار أندية وفي غفلة من الجميع، أنتم بحاجة إلى القفز خارج أسوار الماضي، وفتح ملف أحمر جديد، قادرون على تجاوز المحنة لأنكم تحملون إرثا متينا عمره ما يقارب خمسة عقود، المصنعة حبلى بذوي الكفاءات والقدرات الإدارية والفنية من الشباب المحب لولايته وناديه، ما هكذا حال ناديكم، النادي ليس دوري للفرق الأهلية فقط، فهذه تستهلك الأندية وربما تسهم في تأزيم العلاقات، وأن يكون الولاء للفريق أكثر منه للنادي، انظروا حولكم، جيرانكم قطعوا شوطا بل أشواطا في الاستثمار، و"المصنعة" تأسس قبلهم بعقدين من الزمان، الخطوات الأولى تستدعي مساهمة الجميع بكل ما يملك من قدرات وليس بالضرورة أن يكون ضمن مجلس الإدارة، وضرورة استحضار قرار جريء بتجميد مؤقت للفريق الأول لكرة القدم، فهذا يستهلك الكثير من مقدرات النادي المحدودة أصلا، كلكم تعرفون الداء والدواء، وأعتقد أنكم بحاجة لحصير تحت حصن المصنعة الشامخ، مع دلة قهوة وأخرى للشاي، أي برزة من عبق الماضي بِنِيَّة إعادة أحمر الباطنة للواجهة مجددا، بأسلوب عصري وحضاري، فهل من مجيب؟