رسائل وحوادث

ناصر العبري

عملت حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة النقل والاتصالات على إنشاء شبكة متكاملة من الطرق الحديثة، تربط مختلف ولايات ومحافظات السلطنة، مع توفير اللوائح الإرشادية وطرق السلامة المرورية، كما تكثف شرطة عُمان السلطانية دورياتها المستمرة وجهودها لنشر الوعي المروري، كما تقوم وزارة البلديات الإقليمية -ممثلة في مديرياتها بالولايات- بتأهيل ورصف الطرق الداخلية للتسهيل على المواطنين في تنقلاتهم اليومية.

ولكن، وللأسف الشديد، بعد كل هذا تتجدد حوادث الحافلات المدرسية، وتحصل الوفيات والإصابات بين طلاب وطالبات المدارس، وآخرها الحادث الذي وقع في ولاية عبري. وسرعان ما يُلقَى باللوم على الطرق والحارات والدوارات. وإذا أردنا الحقيقة، فإنَّ الأسباب الحقيقية تكمن في سائق الحافلة نفسه مع احترامي الشديد، وحتى نكون واقعيين ومنصفين علينا أن نبحث عن الأسباب الحقيقية، ومن المسؤول عنها، أعتقد يجب على وزارة التربية والتعليم البحث عن الأسباب التي تؤدي لمثل هذه الحوادث، وسوف أبيِّن هنا ما يجب على مكاتب العقود في المديريات أن تتبعه:

أولا: نرى كثيرًا من كبار السن الذين لا يستطيعون التعامل أو تفادي أي حادث مفاجئ قد يحصل على الطريق.

ثانيا: يجب على المديريات أخذ تعهد من صاحب الحافلة المسجلة على اسمه، إذا لم يكن يتمكن من سياقتها بنفسه، أن يُوظِّف سائقًا للحافلة قادرًا على التعامل مع ظروف الطريق والمفاجآت التي قد تحصل أثناء قيادته الحافلة.

مع الأخذ بعين الاعتبار إحضار شهادة طبية معتمدة توضح حالة السائق الصحية من مختلف الجوانب، مع شهادة تقدير للسن وشهادة حسن السيرة والسلوك، كما يجب إخضاع سائقي الحافلات المدرسية لدورات تأهيلية، وعقد ندوات وورش تثقيفية لهم حتى لو في العطلات الصيفية. وكذلك أقترح تأهيل حراس المدارس من خلال المحاضرات التوعوية والإرشادية بطريقة التعامل مع طفايات الحريق بعد الدوام الرسمي، وتوضيح المهام والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في حراسة المدارس أثناء الدوام وبعده، والتقيد بالمناوبة، خصوصا بعد الدوام الرسمي، وعدم المغادرة إلا بعد أن يُشْعِر المسؤولين واستبداله بحارس آخر. أرجو من وزارة التربية والتعليم ومديريات التربية إعطاء هذا الموضوع الاهتمام الذي يستحقه حتى نتفادَى الحوادث المتكررة في حافلات المدارس، ونظل نضع اللوم على شوارعنا التي شُيدت وفق مواصفات عالمية.