العرس الثقافي

علي بن بدر البوسعيدي

هذه الأيام تتألق مسقط وتزهو بالعرس الثقافي وبالحدث الأهم ثقافياً وفكرياً على مستوى البلاد، حيث تتواصل الدورة الثالثة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب محققة قفزة نوعية في الكم والكيف، حيث شاركت فيه 783 دار نشر من 28 دولة منها 603 دور نشر تشارك بشكل مباشر و180 دار نشر بشكل غير مباشر أو ما يعرف بالتوكيلات، منها 17 دولة عربية، أمّا إجمالي العناوين فتصل هذا العام إلى نصف مليون عنوان، منها 35 بالمائة إصدارات حديثة؛ هذا بجانب أن أروقة المعرض شهدت وتشهد إقامة عدد من الندوات الثقافية، وتوقيع الكثير من الإصدارات العمانية.

وما أثلج القلب أن المعرض يشهد يومياً إقبالاً كبيراً من الزوار الذين توافدوا منذ افتتاح أبوابه؛ إلا أنّ أجمل منظر يسر العين هو توافد المئات من أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات بالمدارس من مختلف المحافظات وفي مقدمة رواد المعرض، الأمر الذي أكسب الأجنحة التي تهتم بالوسائل التعليمية والكتب التربوية المتعددة المجالات قوة شرائية ودفعة كبيرة.

يهدف معرض مسقط الدولي للكتاب إلى ضخ دماء جديدة في جسد الثقافة، وغرس ثقافة الاطلاع حتى تنشأ أجيالنا متسلحة بالعلم ومستنيرة بهدى المعرفة والثقافة التي تمكنهم من التعاطي مع مختلف مناحي الحياة، وليواجهوا المستقبل بروح مستبصرة وعقول متّفتحة..

وفي هذه النسخة شكّل الشباب العماني حضورا فريدًا ساعد على إثراء هذا الحدث الثقافي، حيث تضم اللجان المنظمة لعمل المعرض فريقًا من الشباب العماني المتخصص في وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي؛ تتوزع مسؤولياتهم بين صناعة المحتوى من كتابة وتصوير وإنتاج وتصميم، وإدارة حسابات المعرض عبر المنصّات المختلفة.

ويُحمد للجهة المنظمة أنّها لم تغفل عن فعاليات الطفل باعتبار أنّ القراءة والثقافة فعل مجتمعي يسع الجميع فقد تمّ تنظيم عدد من الأنشطة والبرامج المخصصة للأطفال والتي من شأنها أن تصقل قدرات الأطفال في القراءة وتزيد من حصيلتهم اللغوية.

إنّ وصول معرض مسقط الدولي للكتاب لمحطته الـ 23 دلالة على تنامي الحراك الثقافي بالسلطنة، وتأكيد لمكانة عُمان وانفتاحها على الجميع؛ فقط علينا أن نجعل من المعرض حدثا استثنائيًا وأن نستفيد منه في عكس الوجه المشرق للسلطنة والترويج لها سياحيًا وثقافيًا واقتصاديًا؛ فـالثقافة تثري مثلها مثل بقيّة القطاعات الأخرى.