"أربعون مسناً في رمال بدية"

طالب المقبالي

 

دأب فريق أصدقاء المسنين بجنوب الباطنة على تنظيم رحلات ترفيهية للمسنين في مواقع مختلفة من السلطنة من أجل الترويح والترفيه لكبار السن، وإشراكهم في العديد من المناشط والفعاليات المتنوعة وانتشالهم من الأجواء المنزلية الرتيبة.

فقبل أيام نظم فريق أصدقاء المسنين بمحافظة جنوب الباطنة مخيم كبار السن الثالث ٢٠١٨م، برمال بدية بمحافظة شمال الشرقية بمشاركة أربعين مسناً من مختلف ولايات محافظة جنوب الباطنة.

هذا المخيم استمر يومين وتضمن العديد من الفعاليات التي أعدها أصدقاء المسنين، اشتملت على المسابقات التفاعلية، والألعاب الشعبية والقصائد الشعرية والمبارزة في فن الميدان والشيلات التراثية والرزحة بالإضافة إلى المسابقات الرياضية كشد الحبل وكرة السلة وملء القناني بالرمل والبلياردو.

وبطبيعة الإنسان العماني من موروثه الثقافي فقد نظم المسنون أنفسهم سهرة عفوية التنظيم تضمنت العديد من الفقرات الفنية التي تضمنت مساجلات في الشعر الشعبي الجميل، والفنون الشعبية، ومن أبرزها فن العازي وفن الرزحة وغيرها من الفنون الشعبية التي تخللتها المبارزة بالسيوف.

هذه الأمسية ربما لم تدرج ضمن برنامج الرحلة لكنها جاءت بعفوية الآباء والأجداد، وكانت من أجمل الفقرات في المخيم، وقد التف حول المخيم عدد من السياح الأجانب مسرورين بهذه الفعالية الجميلة التي نظمها المسنون.

يأتي تنظيم هذا المخيم وما سبقه من مخيمات بهدف الترويح والترفيه لكبار السن، وإشراكهم في العديد من المناشط والفعاليات المتنوعة.

ويعتبر المخيم واحداً من الأنشطة السنوية التي ينفذها أصدقاء المسنين لكبار السن من أجل الترفيه وإسعادهم، ولم يأت اختيار رمال بدية صدفة وإنما لتميزها بالهدوء وبعدها عن صخب الحياة اليومية من أجل منح المسن الراحة النفسية وتحقيق الدمج الاجتماعي لهم.

لقد سعدت بمرافقة المسنين إلى مخيمهم هذا العام وخوض التجربة معهم فكانت الاستفادة كبيرة وكان الانطباع أقل ما يوصف أنه رائع، فعندما تكون الرحلة بصحبة كبار السن فإنّ للمتعة طعما مختلفا.

فجلسة السمر التي أبدع فيها المسنون باستحضار ذكريات الماضي وما تضمنته من موروث ثقافي في إلقاء القصائد والمساجلات الشعرية وتقديم الفنون الشعبية أضفت على المكان جمالية فاقت جماليته، وحولت السكون إلى مرح وفرح أبهجت نزلاء المخيم .

يوسف اللمكي مدير الفريق وصف تنظيم هذا المخيم لكبار السن برمال الشرقية بأنه يأتي ضمن أنشطة خطة الفريق المدرجة وذلك رغبة من إدارة الفريق في تنويع البرامج والفعاليات الترفيهية والترويحية للمسن كالرحلات والملتقيات والمخيمات وذلك بهدف كسر عنصر الكآبة والملل لما تمثله هذه المخيمات والرحلات من عامل رئيسي في الترويح عن النفس وإدخال السرور والبهجة في نفوس كبار السن وكسر الانطواء وتنمية الصحة النفسية والعقلية بقضاء فترة زمنية في جو من الهدوء والراحة والبعد عن التوترات العصبية الناتجة من العمل وملابساته، وكذلك تنمية القدرات والعلاقات الاجتماعية نتيجة اشتراك الفرد مع زملائه في النشاطات المتعددة وتعاونه معهم على إنجاز مختلف الأعمال ومن أهمها تعرف الأفراد على بيئة وطنهم، باعتبار أن المخيمات تقام في أماكن متعددة من الوطن، وتسهم حياة المخيم في تعزيز الإيمان والقوى الروحية لدى الفرد عن طريق التأمل والتفكير في الطبيعة وخالقها، علاوة على احترام المظاهر الطبيعية واحترام الإنسان وتقديره.

muqbali@gmail.com

الأكثر قراءة