ناصر العبري
منذ أن تولّى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- زمام الأمور في السلطنة أعطى الرعاية الصحية أولوية؛ بنشر مظلة الصحة في ربوع عمان الحبيبة، حيث تمّ بناء المستشفيات والمراكز الطبية في السهول والأودية والجبال؛ لينعم المواطن والمقيم بهذه الخدمة الصحية التي تكلف الدولة المليارات من الريالات. كما تمّ تزويدها بالكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة من العمانيين ومن الدول العربية في مختلف التخصصات، وزوّدت بالوحدات الضرورية والأجهزة المتطورة الحديثة كالمختبرات وأنواع الأشعة ووحدات العناية المركزة والغسيل الكلوي وغرف العمليات وغيرها من الأقسام الأخرى. لكن وللأسف الشديد الذي يحدث في بعض المستشفيات أنّ تشخيص المرض من قبل بعض الأطباء يكون خاطئا، كما أن بعض الأطباء في حالة الشك بأن لدى المريض مرضا يصعب علاجه يتم إشعار المريض مباشرة، مما يزيد المريض مرضًا، وهو التفكير وانعدام النوم حتى يصاب المريض بالانهيار العصبي؛ لذلك كان من المفترض على الطبيب في حال اكتشافه أو شكّه في مرض ما استدعاء أقرب الناس للمريض ومقابلته ويقوم الطبيب بشرح حالة المريض دون أن يدري المريض المعالج بذلك. وأرى ومن خلال تجربة لأحد أقاربي أنّ التشخيص الطبّي في بعض المستشفيات يحتاج هو نفسه إلى عملية جراحية، وأقصد بذلك صقل مهارات الأطباء من خلال الدورات والبعثات الدراسية التخصصية، واقترح على وزارة الصحة أن تستعين بالأطباء المتخصصين والاستشاريين في مستشفى القوات المسلحة في الخوض، الذين أثبتوا جدارتهم وامتيازهم والتعامل مع التشخيص الطبّي بكل احتراف، واعتقد أنّ كثيرين يشاركونني بهذا الرأي لأنني مررت بتجربة مريرة، وكاد التشخيص الطبي في أحد المستشفيات يقضي على أعز الناس لديّ لولا مراجعتي إلى المستشفى العسكري، وتبيّن أنّ التشخيص الطبي الذي عمل لأقاربي كان خاطئا تمامًا وتمّ التشخيص من جديد، وقرر الطبيب المختص إجراء عملية لإزالة المرض، وفعلا تمّ إجراء العملية وبعد أربعة أيام رجع قريبي مشافى معافى إلى بلده بين أهله وأحبابه.
من هذا المنبر أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى جميع المسؤولين والكادر الطبي والتمريضي في مستشفى القوات المسلحة على العناية الراقية والخدمة الممتازة التي يشعر بها المريض وأقارب المريض والمراجع والزائر إلى هذا الصرح الطبي الشامخ.