شكرا على التكريم

طالب المقبالي

يُعدُّ التكريم شكرًا وعرفاناً بالجميل لمجهود قدَّمه شخص، أو مجموعة من الأفراد أو جهة من الجهات.

والتكريم يترك في المكرم أثراً نفسيًّا وإيجابيًّا جميلاً، ويحفز لبذل مزيد من الجهد والعطاء، كما يعكس انطباعاَ بأن جهده الذي قدَّمه لم يذهب سُدى، كما يعكس أيضاً أهميته لدى الآخرين، وأهمية الإنجاز الذي قدمه.

وفي المقابل، لا أحد يعمل من أجل الشكر والتكريم، وإنما من منطلق واجبه تجاه العمل الذي يقوم به، فهو نظير ذلك يتلقى أجراً ماديًّا، وإن كان العمل تطوعيًّا فإنه يرجو من ذلك ثواباً من عند الله، وهذه أكبر فائدة.

وأنا دوماً أردِّد أن الإنسان يجب أن يعمل من أجل دنياه وآخرته؛ فالأمانة تقتضي أن يراعي الإنسان العمل بإخلاص، وأن يراعي الله في ذلك، فإنْ كان صاحب العمل لا يرانا، فإن رب صاحب العمل يرانا، ويجب أن نخلص في العمل، ولا نجعل الله تعالى أضعف الناظرين إلينا.

أمَّا التكريم، فجُله يُعتبر تكريماً معنويًّا، ويذكرنا بقيمة ما قدمه الإنسان من عمل؛ فإذا كان لهذا العمل قيمة عند الإنسان، فبالتأكيد هناك جائزة أكبر عند الله سبحانه وتعالى، ويجب أن نعمل من أجل ذلك.

فمن أنواع التكريم: هناك جهات حكومية وأهلية دأبت على تكريم الأشخاص أو الجهات التي وقفت معها في مسيرتها، عرفانًا بما قدمته لإنجاح دور تلك المؤسسة. وهنا أركز على تكريم الصحفيين والإعلاميين دون غيرهم؛ فالصحفي يضحي بوقته وماله من أجل إيصال رسالة سامية؛ فهناك صحفي يعمل بأجر نظير عمله، وهناك صحفي آخر يعمل متطوعاً ويحتسب أجره عند الله.

فالكلُّ يعلم أن الإعلام والصحافة لهما الفضل الأكبر في إنجاح عمل أي مؤسسة؛ من خلال إبراز أنشطتها والفعاليات التي تقيمها.. ففي محافظات السلطنة، معظم الجهات تكرم الصحفيين والإعلاميين سنوياً لما يقومون به من دور فاعل في إبراز الأنشطة الذي تقوم بها تلك المؤسسات.

أمَّا في محافظة جنوب الباطنة، فإن هذا الجانب كان مُغيباً في احتفالات كثير من المؤسسات، وفي الآونة الأخيرة بدأ الاهتمام بالصحفي يظهر وتحديداً منذ العام 2015م.

فقبل عامين، كرمت المديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بجنوب الباطنة الصحفيين؛ مما عكس الأثر الكبير لديهم. وقبل عام أيضا، كرم فريق المسفاة الرياضي التابع لنادي الرستاق الرياضي جميع الصحفيين دون استثناء. وهناك مُؤسسات كرمت بعض الصحفيين والإعلاميين دون غيرهم، رغم الدور الملموس الذي قدَّمه الجميع تجاه تلك المؤسسات من إبراز أنشطتها وفعاليتها، ومن المُجحف أن يتم تكريم صحفي دون آخر. وفي المقابل، هناك جهات جعلتْ من ضِمن أولوياتها تكريم الصحفيين والإعلامين كل عام.

فالشُّكر كل الشكر لفريق الرستاق الخيري التابع للجنة التنمية الاجتماعية بالرستاق، لحرصه الدائم على تكريم الصحفيين والإعلاميين، وجعلهم على رأس قائمة المكرَّمين سنويًّا.

كما أوجِّه شكري لفرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة جنوب الباطنة، على تكريمهم للصحفيين والإعلاميين هذا العام، كذلك الشكر موصول لفريق الرستاق للتصوير الضوئي التابع لنادي الرستاق الرياضي، الذي احتفل مُؤخراً بختام أنشطته للعام المنصرم، وجعل من ضمن أولوياته تكريم الصحفيين والإعلاميين.

وشكر خاص أقدِّمه لشرطة عُمان السلطانية على تكريمها الخاص لي على المقال الذي كتبته، والذي كان بعنوان "الإبلاغ عن دوريات تفتيش الشرطة"، والذي تناولتُ فيه ظاهرة التبليغ عن تواجد دوريات الشرطة من قبل بعض الشباب؛ مما يتيح الفرصة للمجرمين للإفلات من قبضة الشرطة، وهروب المهربين والإفلات من أيدي العدالة...والأمثلة كثيرة.

ومن هنا، أودُّ القول بأنَّ الصحفي لا يعمل من أجل التكريم، وإنما يُؤدي رسالة سواءً كُرِّمَ أم لم يُكرم؛ فالصحفي لا ينتظر التكريم، ولا يمتنِع عن تأدية واجبه تجاه من لم يُكرِّمه.

فالتكريم صنيعٌ جميل، ولا أحد يرفضه إن أتى، وإنْ لم يأتِ فسيواصل الصحفي مشوارَ عمله بأمانة واحترافية، وسيؤدي رسالته على أكمل وجه، ولن يستجدي أحداً بُغية التكريم.

muqbali@gmail.com