نحو مرافق عامة مستدامة

حمود الحاتمي

عملت الحكومة الرشيدة منذ بداية النهضة المباركة على إنشاء المرافق العامة في أنحاء مختلفة في عمان؛ منها: الحدائق العامة والمتنزهات، وعملت على تطوير الأماكن السياحية من خلال توفير مرافق عامة لها من مظلات ودورات مياه، وكذلك تم تزويد الأسواق التقليدية بدورات مياه وتبليط الساحات.

كما تم تطوير بعض الشواطئ من خلال تبليط أماكن المشاة والمظلات، وشهدت السلطنة تطورا في السياحة نظرا لما تحتويه من تنوع فريد في الأماكن السياحية شتاءً وصيفا. كما أن العيون المائية أحد مقومات السياحة العمانية، وأشهرها عين الكسفة بولاية الرستاق في جنوب الباطنة، وتتميز هذه العين بمياهها الكبريتية الحارة التي تنبع من باطن الأرض؛ مما جعلها وجهة السياح والاستشفاء من الأمراض الجلدية والأعصاب...وغيرها من الأمراض.

وشهدت العين في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بعض التطوير؛ ومنها: تبليط محيط العين، وإنشاء مسابح عامة على مجرى الفلج، ورصف الطرق المحيطة بها، وإنشاء المسجد ومرافقه. وقد أقامت الحكومة مشروع مسابح سياحية، غير أن بعض أهالي المنطقة رفضوا المشروع بحجة تأثيره على منسوب المياه إلى مزارعهم، على الرغم من تأكيد وزارة السياحة معالجة الوضع، والتعهد بذلك، وبقي المشروع متوقفا ولم يفتتح.

ملايين الريالات صرفتها الحكومة على المرافق العامة، لكنها لا تعمل بكفاءة لعدم صيانتها، وبالتالي تصبح مُهملة دون الاستفادة منها، ومنها ما يتعرض للعبث دون رقابة من أحد.

هذا الوضع قائم في أماكن مختلفة؛ وبالتالي نحن بحاجة ماسة لإدارة هذه المرافق، ووضع خطط لتطويرها والاستفادة منها.

حدائقنا العامة وشواطئنا وعيوننا المائية دورات مياهها مغلقة لعدم الصيانة، وكذلك الأسواق وتظل لائحة الغلق معلقة لسنوات دون تحريك ساكن، والسبب عدم توفير سيولة مائية.

والمظلات تتهاوى في بعض الأماكن بسبب عدم الصيانة وعدم وجود عمال نظافة.

... إن استخدام المرافق العامة يعكس ثقافة الأفراد والمجتمعات، وما نسمعه اليوم من عدم كفاءة المرافق سببه نحن الذين لا نراقب أولادنا الذين نجعلهم يلعبون ويكسرون ولا يدركون، فيكوِّنون جماعات للعبث بالمرافق، في مشهد ينم عن سلوكيات شبابية غير مسؤولة.

يتفاخرون بالعبث بالمرافق رغم جهود المدارس في التوعية، لكن الرقابة الوالدية شبه غائبة، وبالتالي هناك ازدياد في تخريب المرافق.

حرام أن تضيع هذه الأموال المصروفة على إنشاء المرافق، وبعد سنتين تصبح أثرا بعد عين، وهي مقدرات وطن يجب المحافظة عليها.

مسؤولية المحافظة على المرافق لا تقع على الحكومة فحسب، وإنما نحن شركاء في المسؤولية، وبالتالي تشهد الفرق التطوعية بالولاية حركا، وخير مثال فريق عيني الرياضي الثقافي، الذي ينظم حملات إصلاح للمرافق في قرية عيني؛ من خلال تنظيم حملات توعية وتنظيف الافلاج ودورات المياه، في مشهد وطني رائع تمثَّل في غرس قيم تحمل المسؤولية لدى الأطفال والشباب، ويقوم الآباء بتحفيز الشاب بجعل عمان في أعماقهم، فيدفعهم العزم والقوة نحو الإنجاز.

----------------------

رسائل إلى:

- الحكومة: جهد مشكور في إنشاء المرافق، ولكن استمرارية الفاعلية تحتاج إجراءات من أجل الحفاظ عليها؛ ومنها: الصيانة المستمرة.

- المواطن: حينما نجعل عُمان حاضرة في قلوبنا لا نرضى لها الدنس، فإن هرمون الوطنية يعلو، وما أبسط أن تحافظ على نظافة مرافقنا باستخدامها بمسؤولية والحفاظ على مرافقها.

- إلى من يهمه الأمر: مرافقنا شبه منتهية الصلاحية؛ بسبب ضعف الصيانة والعبث المتكرر من الشباب؛ فلا بد من وضع ضوابط وإدارة حقيقية للمرافق حتى لو تطلب الأمر فرض رسوم إضافية.

alhatmihumood72@gmail.com