القرية التراثية بميدان النسيم..عراقة الماضي وأصالة الحاضر

مسقط - خالد الرواحي

تصوير/ هيثم المجرفي

تعد القرية التراثية بمتنزه النسيم العام إضافة جديدة للمهرجان العام، وهي من أكثر الأماكن التي يرتادها الزوارمن مختلف الجنسيات والأعمار؛ لما تجسده القرية من بيئات متعددة لحياة الإنسان العماني قديما، فتختزل بين أركانها وزواياها تاريخ عمان الموغل في القدم.

فتجد زوار النسيم من دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية والأجنبية أول ما يجذبهم ويشدهم في المهرجان هو التعرف على التراث العماني الأصيل والبيئات المختلفة التي كان يعيشها الإنسان العماني من شمال عُمان إلى جنوبها، وما يصاحب هذه القرية من أدوات وآلات ومقتنيات، استخدمها الإنسان العماني ليطوع بها قسوة الحياة والطبيعة، ومنها ما لا يزال قيد الاستخدام إلى الآن.

ركن البيئة البحرية هو أول ما يُصادف الزائر للقرية ليتعرَّف على إحدى المهن التي امتهنها العماني وما زال؛ حيث اشتغل العماني في الصيد والتجارة البحرية؛ حيث جاب الأسطول العماني البحري دول العالم؛ فالبيئة البحرية تروي للزائر هذا التاريخ العريق؛ حيث تعرض فيها نماذج للسفن التي استخدمها العمانيون، وكانت مصدر رزقهم وشباك الصيد وكيفية صناعتها، والطراد الصغير وهو مركب لصيد الأسماك، والأنجر أو الباوره وهي آلة من الحديد ثقيلة الوزن لتثبيت السفينة أو مركب الصيد عند الوصول للشاطئ، وأيضا يتعرف الزائر على الدوبايه وهي عبارة عن شبك مصنوع بشكل دائري لصيد الأسماك الصغيرة ومتوسطة الحجم، كما تُتيح للزوار اقتناء الهدايا التذكارية للبيئة البحرية للإنسان العماني.

ثم ينتقل الزائر إلى ركن السعفيات والمشغولات اليدوية وآلات الخياطة والغزل وحياكة النسيج والمصنوعات الخشبية، فقديما كان العمانيون يستخدمون السعفيات، ويتعرف الزائر عن قرب على الكيفية التي تتم بها صناعة النسيج وغزل الصوف وحياكته ليصنع منها (السبح وخطام الجمل والمحاجب والشنط والميداليات)، وبجانبها ركن الفضيات من خواتم وأساور وميداليات وعقد ذات الصناعة العمانية، وآخر للصناعات الخشبية كالمناديس والمرافع وتستخدم لقراءة القرآن الكريم...وغيرها الكثير.

لينتقل الزائر بعدها لمتحف القرية التراثية، والذي يعرض عددا من الآلات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي استخدمت في القرن الماضي، فيجد فيها الهواتف القديمة وآلات التصوير والمذياع -الراديو- ويعود أقدم مذياع في المتحف للعام 1930 م والتلفزيونات القديمة، كما يضم المتحف الأدوات المدرسية القديمة من كتب ودفاتر ومساطر وأقلام كتابة وحقائب، كانت تستخدم مع بداية انتشار التعليم في عمان، الذي واكب النهضة المباركة للبلاد في العام سبعين من القرن الماضي.

ثم يتعرف الزائر على البيئة الريفية بالعريش المصنوع من خامات البيئة الطبيعية، والذي يجسد حياة العماني القديمة.

ومع ركن الفنون الشعبية التراثية المغناة؛ حيث فقرات تقدمها الفرق الشعبية تجد الزائر يقف طربا مستمتعا بالفن العماني الأصيل، ويتعرف على أنواع الفنون التي تقدمها هذه الفرق في المناسبات والحفلات.

وأخيرا.. البيئة البدوية، فيتعرف الزائر على نمط معيشة العماني البدوي، والخيمة، وما تحويه من مفروشات وسجاد وأدوات استخدمها البدوي في حياة البادية.

تعليق عبر الفيس بوك