الشيخ البروفيسور إبراهيم الكندي.. بصيرة خالدة

 

مسقط - الرؤية

فضيلة الشيخ البروفيسور إبراهيم بن أحمد الكندي لم يكن رجلا عاديا كان عالما في قامة كبار أجلاء العلماء في العالم، أنار بعلمه آلاف العقول رغم أنّ عينيه لم تريا النور منذ عام 1948 وحينئذ كان رحمه الله في الثالثة من عمره.

الشيخ الجليل لم يعرف يوما الاستسلام، وجد في كل عقبة تحد وفي كل ابتلاء منحة من الله وامتحان، وهذا ما جعل مرض الرمد يسحب منه نور البصر لكنّه زاد في نور البصيرة، فظل مشعل العلم والإسلام ينمو بصيصًا ويكبر ليضيء شعاعا ليس فقط لمن حوله بل للعالم الإسلامي كله.

وكان رحمه الله قليل الحديث إلى الإعلام لكنّه في حوار مع نشرة المسار التي تصدرها دائرة العلاقات العامة والإعلام في جامعة السلطان قابوس، كشف بعضا من نشأته وحياته، حيث نشأ في أسرة محافظة ووالده ووالدته يحفظان القرآن الكريم عن ظهر قلب، وبالنسبة لوالدته فكان والدها القاضي سعيد الكندي - رحمه الله- من كبار القضاة لدى الإمام الخليلي في ولاية نخل، ثم انتقل إلى مسقط ليعمل قاضيًا عند السلطان سعيد بن تيمور وكان من الملازمين له في محافظة ظفار، وكانت والدته تتمتع بمكانة علمية ودينية حيث كانت تحفظ الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت تقدم بعض الفتاوى للنساء. أما والده فكان مدرسًا للقرآن الكريم وله مكانته العلمية في تلك الفترة وكان يتمتع بالأمانة والزهد، وكانت لديه تجارة بسيطة بالسوق وكان يذهب إلى هناك مشيًا على قدميه لمدة نصف ساعة ذهابًا وإيابًا وكانت تجارته في مجال الأدوية الشعبية، وتوفي والده عندما كان إبراهيم في السابعة من عمره، وقد حفظ نصف القرآن الكريم على يديه، وعاش إبراهيم في كنف أخيه الأكبر يحيى الكندي الذي يتمتع بمكانة علمية رفيعة في مجال الفقه واللغة العربية، وكانت البيئة التي نشأ فيها إبراهيم هي السبب الأساسي لاختياره مجال الدراسات الدينية.

وفي بدايته التحق الأستاذ الدكتور إبراهيم الكندي بإحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم وفي أحد الأيام مرّ مُعلم من جامع نزوى بهذه المدرسة لمهمة خاصة به وسأله إبراهيم عن (إن الشرطية) فقال له المعلم أنت في هذا العمر الصغير وتسأل عن إن الشرطية وتحفظ البرزنجي الذي ألفه جعفر البرزنجي وشجعه هذا المعلم للالتحاق بجامع نزوى لدراسة اللغة العربية.

كانت الرغبة في الدراسة الجامعية تراوده في سن مبكر من العمر، ولم تكن الظروف مواتيه للذهاب إلى الخارج للحصول على الشهادة الثانوية لإكمال الدراسة الجامعية ولكن الظروف عندما تسلم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد وتحققت الأمنية حيث ذهب إلى الحرمين الشريفين في عام 1973م وتم قبوله بمعهد الحرم المكي، وأنهى فيه المرحلة الثانوية وذلك بعد محاولة منه للالتحاق بالجامعة ولكن كانت شروط دخول الجامعة الحصول على الثانوية العامة وأكمل هذه المرحلة وكانت نسبته 97.5 وبعدها التحق بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان الأول دائمًا في كل سنة حتى نهاية مرحلة الليسانس وأخذ الإجازة العالية بتقدير امتياز، وحصل على الماجستير بتقدير جيد جدًا في مجال علم أصول الفقه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل على الدكتوراه في مجال أصول الفقه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وبتقدير امتياز ومرتبة الشرف الثانية.

تعليق عبر الفيس بوك