على مرفأ الميناء

علي بن بدر البوسعيدي

يومًا تلو الآخر، وفعالية وراء الأخرى، تُثبت "الرُّؤية" أنها بحق رائدة "إعلام المبادرات"؛ فالأفكار التي يُبدعها فريق عمل الجريدة منذ سنوات لا تعكس فقط الحرص على الالتزام بمسؤوليتهم الإعلامية، وإنما الوطنية كذلك، وأقرب مثال على ذلك، ما شهدته أمس وغيري من حضور "مؤتمر عُمان للموانئ".. ففكرة المؤتمر، بمحاوره العميقة، وتوقيت انعقاده، وأسماء المشاركين والمتحدثين، وأوراق العمل التي أثرت أعماله، وما نتج عن ذلك من توصيات تمس صميم أهدافه الوطنية، إسهامًا في فتح نوافذ جديدة أمام رِئة اقتصادنا الوطني ليتنفس تنويعًا حقيقيًّا مليئًا بالفرص الواعدة، إنما هو برهانٌ جديد على هذا التفرُّد الإعلامي، فضلًا عن الاحترافية في التنظيم، والتغطية الإعلامية والصحفية، والنشاط الهائل على قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة.

كما أن الرعاية الكريمة من صاحب السمو السيد شهاب بن طارق مستشار جلالة السلطان، والشراكة الإستراتيجية مع وزارة النقل والاتصالات والمجموعة العُمانية للوجستيات "أسياد"، وقائمة تطول من الرعاة والداعمين، تعكس هي الأخرى ما باتت تحظى به "الرؤية" من ثِقَل مجتمعي، وقدرة على إحداث الفارق في مختلف مراحل مسيرتنا التنموية.

وللحقيقة.. لم يكن هذا فقط ما استحضرته بالأمس، فهذه قناعةٌ بداخلي تزداد رسوخا مع كل فعالية لـ"الرؤية"، وإنما ذاك الشعور بالوطنية الذي كان يُلح على زلزلة دواخلي وأنا داخل قاعة المؤتمر، شعور حقيقي بالاعتزاز أنني أحد أبناء هذا الوطن، بداية من السلام السلطاني الذي دوَّتْ به القاعة، ونطق جلالته السامي المستحضِر لحضارة بحرية تضرب في عُمق التاريخ، وكلمات الصديق العزيز المكرم حاتم الطائي، وما أطلعنا عليه مَعَالي الدكتور وزير النقل والاتصالات من معلومات وبيانات ومُؤشرات واعدة لقطاعنا البحري، وما حملته لنا أوراق العمل المطروحة والجلسة النقاشية، كل ذلك جعلني للحظات أستحضر زماناً قديمًا عايشتُ فترات منه في ريعان الشباب، لم تكن تتوافر فيها أية تجهيزات مينائية، ليأتي 2018 وتحتضن "الرؤية" اليوم فكرة عقد أضخم مؤتمر متخصِّص يناقش مستقبل هذا القطاع الذي باتت تكسو مرافئ مَوانئه تجهيزات على مستوى عالٍ، تؤهِّل لوضع السلطنة على خارطة التنافس العالمي.

ألم أقل لكم.. إنها مُعادَلة الجمع بين المسؤوليات، والتي نجحت "الرُّؤية" في موازنة أطرافها عن جدارة وامتياز.