كبوة "ملكية"

 

حسين الغافري

 

(1)

فترة صعبة يمر بها الفريق الإسباني الكبير ريال مدريد هذه الأيام. ويمكن القول بأنه بعد خماسية ألقاب الموسم المنصرم والذي تمثلت في ختام العام بلقب كأس العالم للأندية التي حققها الملكي باستحقاق. بعد البطولة القارية التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة لم يعد الفريق إلى دياره بفرحة كبيرة، حيث كان على موعد كبير بمباراة من العيار الثقيل تمثلت في "كلاسيكو العالم" أمام منافسه الدائم برشلونة؛ ليسقط بثلاثية عكّرت فرحته باللقب. الملكي إجمالاً لا يسير محلياً بصورة صحيحة في جُلّ مبارياته وحتى على مستوى بطولة دوري أبطال أوروبا. المختلف في البطولتين بأنه مرشح كبير أوروبيا، أما محلياً وخصوصاً في بطولة الدوري فالأمور لم تعد كذلك. الفريق لربما آمن هذا الموسم بأن الركض خلف الليغا أشبه بالركض خلف السراب؛ لأنه يبتعد بفارق كبير عن المتصدر مؤهل لأن يكون 19 نقطة كاملة وهي نقاط يصعب تعويضها.

 

(2)

.. بالعودة إلى مشوار الفريق الملكي هذا الموسم فالفريق بدا على غير عادته من الناحية الفنية. هبوط حاد في أداء نجومه ساهم في الحالة السلبية التي يمر بها الفريق. المشكلة من وجهة نظري تكمن في سببين لا ثالث لهما. أولاً: كما ذكرت تراجعا كبيرا في أداء غالبية الأسماء التي صنعت الإنجازات وحققت المجد في الفترة الأخيرة وأولهم البرتغالي رونالدو الفرنسي بنزيما ولاعبو خط الوسط جميعهم دون استثناء. السبب الثاني، تقصير الإدارة في جلب لاعبين منافسين يمكن التعويل عليهم في خلق الفارق في الظروف الصعبة. وهذه نقطة يشترك فيها المدرب زيدان الذي أعلن صراحةً في أكثر من مناسبة بأنه لا يرغب في انتدابات جديدة ولو أنّ الوضع يقول بأن الفريق بحاجة إلى عدد من الأسماء خصوصاً في الخط الأمامي. الفريق يصل للمرمى كثيراً ويهدد المنافسين ولكن لا يملك لاعبا ينهي الهجمة! والثقة في الفرنسي بنزيما باتت لا تؤتي النتائج الطموحة. وهذه نقطة هامة جداً فطموحات الفريق كبيرة ومن الضروري وجود لاعب رقم 9 بإمكانيات عالية وكان من المناسب استمرار موراتا أو انتداب لاعب آخر بإمكانياته. أضف إلى أن رحيل البرتغالي بيبي وبخبرته الواسعة كان خطأ كبيرا. الفريق دفاعياً بحاجة إلى مدافع بإمكانيات كبيرة وهذا أمر لابد منه. كلها عوامل أوجدت ضعفا فنيا في الخيارات المتاحة أمام المدرب وساهمت في تعطيل أداء الفريق عما نعرف عليه.

 

(3)

الحل لا يبدو صعباً لكي نشاهد الريال يعود قوياً كما كان. العقبة الوحيدة التي ستصطدم به هي أننا نعيش وسط الموسم وممن شارك في بطولة دوري الأبطال لا يمكنه أن يشارك في ذات البطولة مع الملكي حتى الموسم المقبل. أتحدث عن الاحتمالات التي تتداولها الصحافة والتي يسعى الريال لجلبها أمثال ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونخ، وهاري كين نجم هجوم توتنهام، بالإضافة إلى أوبيميانغ مهاجم بروسيا دورتموند. مع ذلك ومع صعوبة منافسة الدوري إلا أن الملكي يملك خيارات قد تؤهله إلى المنافسة في دوري أبطال أوروبا وكذلك الكأس الإسبانية. الأمور بخير ولكنه تحد صعب للمدرب في بناء طريقة لعب ناجحة تواكب من الأسماء التي يملكها حالياً. ليبقى التساؤل عن مدى قدرة زيدان في تحقيق ذلك.