لاتتوقفْ عندَ إشارةٍ حمراءَ

ناصر الحاج – العراق


(1)
كنت ُعند النافذة
أتحدث ُللصباح عن حسدي
النهرُ الذي بات بلا مأوى
عن المطر ِالذي أفاضني بالحنينِ
مالذي يفعل ُبالحنينِ رجل ُعنيد
لايتوقف عن الحبِ أبدا
يجتاز ُتقاطع الحياة
 ِبأصابع شديدة الحياءِ
بانتظارِ أن تدهسهُ ضحكة
تعيد إليه الشهيق
مقفرة بلا أشجار
ولامظلات هذه الأرصفة
أتحدث هنا عن الحياة ِ
وأرمي السلام
لتلك القلوب الجميلة التي تحتويني
ولاتتوقف عند إشارة حمراء
تٌدلي برأسها للريح.
(2)
ربَّما الريح ُ
أخطأت العنوان
وأغلقت باب الفراغ
ربما أنت ِ
أعلنت ِ وجودك
هذا المساء
بوجهي الذابل
من الانتظار
ربما أنا
رميتُ وسط الفراغ
ذاك الحجر..

(3)
غرباءُ تماماً
لايعرفُ احداً
من أولئكَ
الجالسين
في حفلِ تأبينهِ
كانت عودتهُ
 ليرى
بياضها متشحًا
بالسوادِ
كقمر ٍبليلة ِ                                                 
حب..

يقولُ الرجلُ
الحانقُ
هذا الولد
محظوظٌ
بأمرأةٍ  مِثلِها
جعلتْ حفلتَه
الأخيرةَ
كرنفال..

قالَ آخرٌ
إنه ولدٌ صالحٌ
كان يسير
قربَ جدار الحبِ
يهشُ  بقلبهِ
على الموتى
فتستكينُ أرواحهم
ويتبعونهُ حتى يخرجَ
من المقبرةِ
فيمضي
برفقةِ الحمامِ..

قال الرجل ُ
المتكيءُ
على عكازِ
الضوءِ
طوبى لهُ
كُلما حدثني
عن الحبِ
أذوبُ بعشقِ
ربهِ الجميل..

قال الولد
الصالح
طوبى لي
أنا الذي غزلتني
 الريح
تحت سعف
 النخيل
أُمَرِّرُ أنامل
روحي
فوق سنابل
القمح
فيشتعل فيها.

تعليق عبر الفيس بوك