منذ انبلاج فجر النهضة المباركة، والسلطنة تولي جانب حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية بالغ الأهمية، وذلك في إطار التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم- أيّده الله- والتي تحرص كل الحرص على الاعتناء بالبيئة وحمايتها وتعزيز استدامتها.

ويأتي الاحتفال بيوم البيئة العماني، في الثامن من يناير من كل عام، ترجمةً للاهتمام السلطاني بها، وتأكيدًا على الدور الذي تؤديه السلطنة في حفظ البيئة ودعم استدامة الموارد البيئية. ويحمل احتفال العام الجاري شعار "بيئة نظيفة مُستدامة"، وهو ما يؤكد حرص مؤسسات الدولة المعنية على تحقيق جانب الاستدامة في نظافة البيئة، وليس فقط الوقوف عند نظافتها.

وفي مُقدمة اهتمام السلطنة بالبيئة، تأتي جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة، والمُخصصة للمهتمين بشؤون البيئة على المستوى الدولي.

وتولي الحكومة الرشيدة اهتماما متزايدا بقطاع البيئة، من خلال إنشاء مكتب مستشار حماية البيئة عام 1974، والذي قام بالعديد من المهام المتعلقة بحماية وصون البيئة العمانية، حتى إنشاء وزارة البيئة والشؤون المناخية في عام 2007. وشهدت هذه السنوات خطوات واسعة نحو الارتقاء بالعمل البيئي وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، فضلا عن تنظيم العديد من المسابقات وتدشين الجوائز الخاصة بحماية البيئة.

الشركات العاملة أيضا في السلطنة، تؤكد التزامها الكبير بالحفاظ على البيئة، لاسيما وأنّ السلطنة من الدول المصدر للنفط، وهي الصناعة التي قد تشكل مصدر تهديد للبيئة المحلية، لكن بفضل السياسات الحكومية المنضبطة والإجراءات الأخرى، تنجح هذه الشركات في الحد من تلويث البيئة وفق المعدلات العالمية.

وعلى الصعيد الدولي، كانت السلطنة ولا تزال عضوًا مؤثرًا في منظومة حماية البيئة حول العالم، سواء من خلال انضمام السلطنة للعديد من المنظمات المعنية بحماية البيئة، والاتفاقيات المبرمة مع مختلف الدول في ذلك الصدد أيضًا، ومنها اتفاقية الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية في دول مجلس التعاون الخليجي، واتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع النباتية والحيوانية الفطرية المهددة بالانقراض، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، واتفاقية التنوّع الأحيائي، وغيرها الكثير.

إنّ الحفاظ على البيئة من الأضرار المُحتملة، مسؤولية كل من يعيش على تراب وطننا الغالي، وواجب وطني لا ينبغي لأحد التخلي عنه أو عدم القيام به على الوجه الأكمل.