تزايد عدد القتلى والإصابات في أوروبا بسبب "اليانور"

تتسبب العاصفة "اليانور"، التي تضرب مساحات واسعة في أوروبا، في دمار كبير وسقوط قتلى وتوقف حركة النقل في بعض المناطق وانقطاع التيار الكهربائي عن عشرات الآلاف من السكان، فيما اجتاحت عاصفة شتوية من نوع نادر جنوب شرقي الولايات المتحدة، لتشهد ولاية فلوريدا أول انهمار للثلوج منذ 30 عاماً، ويصبح التنقل بالغ الصعوبة، وتستعد منطقة نيو إنجلاند لتساقط الثلوج بكثافة.

وقُتل شخصان على ساحل منطقة الباسك الإسبانية، بعد أن جرفت الأمواج زوجين، على ما أفاد مسؤولون، في حين توجهت فرق الطوارئ لإنقاذ شخص ثالث حاول مساعدتهم على النجاة. وفي فرنسا، قُتل متزلج (21 عاماً) من جراء سقوط شجرة في موريللون في جبال الألب الفرنسية، حيث أجبرت ظروف الطقس الخطرة الكثير من المنتجعات على إغلاق أبوابها.

وقال مايكل برنييه، الناطق باسم الدفاع المدني، إن أكثر من 12 شخصاً، من بينهم أربعة في حالة خطرة، أصيبوا في أنحاء فرنسا من جراء العاصفة التي يعدها خبراء الأرصاد الجوية الأعنف في ثماني سنوات.

وفي لينك وسط سويسرا، جُرح ثمانية أشخاص حين أدت الرياح العاتية إلى انقلاب عربة قطار، فيما أصيب شخص من جراء سقوط شجرة في قرية هيش جنوبي هولندا. وأجبرت الرياح العاتية السلطات على إغلاق المطارات في ستراسبورغ وبازل-مولوز على الحدود بين فرنسا وألمانيا وسويسرا، قبل أن يعاد فتحهما فترة قصيرة بعد ذلك.

وفي مطار شارل ديغول في باريس، تأخرت 60 في المئة من الرحلات المغادرة وثلث الرحلات القادمة، فيما تم تغيير مسارات رحلات أخرى قبل أن تتراجع شدة الرياح قليلاً. وأحدثت الرياح كذلك حالة من الفوضى في خدمات القطارات في مناطق فرنسية عدة، إثر سقوط أشجار وخطوط كهرباء وغيرها.

 

صقيع

ووصلت العاصفة «اليانو» إلى القارة الأوروبية، بعدما ضربت إنجلترا وإيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، فيما تم إغلاق أحد أكبر السدود المتحركة في العالم «ثايمز باريير» لحماية لندن من الفيضانات. وقال خبير الأرصاد الجوية بيكي ميتشل: «شهدنا بعض الأمطار الغزيرة في أنحاء جنوبي بريطانيا مصحوبة بصقيع، ورعداً وبرقاً».

كما ضربت رياح عاتية تبلغ سرعتها 160 كيلومتراً في الساعة ويستمورلاند شمال غربي بريطانيا، إذ تسبب انقلاب مركبات وشجر في إغلاق طرق سريعة رئيسة.

وفي إيرلندا، قالت شركة الكهرباء إن الخدمة أعيدت إلى 123 ألف مشترك، فيما لا تزال الكهرباء مقطوعة عن 27 ألفاً آخرين. ورفعت درجة التأهب في بلجيكا وأجزاء من إسبانيا إلى المستوى «البرتقالي»، وهو الثالث من أربعة، ودعا المسؤولون السكان إلى توخى الحذر.

وبرغم تراجع الرياح، تلقى عمال الإغاثة في بروكسل نحو 70 اتصالاً من أنحاء المدنية، تحديداً بعد سقوط أشجار. وفي هولندا، ألغيت 252 من نحو 1200 رحلة في مطار سخيبول في أمستردام، فيما أغلقت طرقات رئيسة وخطوط قطارات. وأغلقت السلطات الهولندية للمرة الأولى جميع حواجز العواصف الخمسة على ساحل بحر الشمال، حسب ما أعلنت وزارة النقل.

من جهة أخرى، اجتاحت عاصفة شتوية من نوع نادر جنوب شرقي الولايات المتحدة، لتشهد ولاية فلوريدا أول انهمار للثلوج منذ 30 عاماً، ويصبح التنقل بالغ الصعوبة، فيما تستعد منطقة نيو إنغلاند لتساقط الثلوج بكثافة.

 

وأعلن حكام ولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وفرجينيا حالة الطوارئ، وحذروا السكان من درجات حرارة تصل إلى التجمد ومن إغلاق الطرق بسبب الثلوج. وقالت الإدارة التعليمية في مدينة نيويورك إنها ستغلق المدارس العامة بسبب سوء الأحوال الجوية. وتوقعت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أن تشهد نيويورك هطول ثلوج يتراوح ارتفاعها بين 13 و20 سنتيمتراً، بينما تصل سرعة الرياح إلى أكثر من 80 كيلومتراً في الساعة اليوم.

وتتعرض معظم مناطق شرقي الولايات المتحدة لموجة باردة جمدت أجزاء من شلالات نياغرا على الجانبين الأميركي والكندي من الحدود، وأشاعت الفوضى في الحياة اليومية، وسببت تجمد المياه داخل المواسير، وعرقلت مكافحة الحرائق في المناطق التي وصلت فيها الحرارة إلى 6.6 درجات تحت الصفر. وتسبب البرد القارس في وفاة تسعة أشخاص على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية.

تعليق عبر الفيس بوك