مجلس الدولة يحتفل بمرور 20 عاما على إنشائه ويستعرض إنجازات المسيرة الشورروية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط - الرؤية

احتفل مجلس الدولة، أمس، بمرور عشرين عاما على إنشائه، برعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، وبحضور المكرمين أعضاء المجلس، وعدد من أعضاء المجلس السابقين.

بدأ الحفل بعرض لوقائع افتتاح حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لمجلس عمان في 27 ديسمبر 1997.

عقب ذلك، ألقى سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة، كلمة المجلس؛ قال فيها: نرحب بأعضاء المجلس السابقين ممن تشرفوا بالتكليف السامي لخدمة الوطن عبر منبر هذا المجلس في فتراته الماضية؛ فكانت لهم إسهامات مقدرة في ترسيخ التجربة الشوروية، ودور رائد في توطيد مكانة المجلس ليقوم بمهام فاعلة في العمل الوطني، وينهض بدور مهم في تعزيز تنمية ونهضة الوطن الغالي، كما نرحب بالمكرمين أعضاء المجلس في فترته الحالية، والذين يبذلون جهوداً لمواصلة إنجازات المجلس وإثرائها بالجديد؛ سعيا لمواكبة التطلعات الكبيرة المعقودة عليه.

وتابع سعادته: ونحن نحتفل بمرور عشرين عاما على إنشاء مجلس الدولة، نستذكر بكل الفخر والاعتزاز، وببالغ التقدير والامتنان، الرعاية السامية التي يوليها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لتطوير مسيرة الشورى في السلطنة؛ انطلاقا من تجذر مفهومها وممارستها في الإرث الحضاري والفكري العُماني، واستلهاما لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، التي تدعو إلى تفعيل نهج الشورى في مختلف شؤون الحياة، خاصة في الأمور المتعلقة بالشأن العام؛ لذا تفردت الشورى العُمانية، بالجمع بين تراث الوطن وأساليب وأدوات العصر في الممارسة البرلمانية.

واستطرد سعادته قائلا: إن الاهتمام السامي بمسيرة الشورى يبدو جليًّا منذ بواكير النهضة المباركة، بتعهد جلالته -حفظه الله ورعاه- بالعمل الجاد على تثبيت حكم ديمقراطي رشيد وعادل في البلاد، وما أعقب ذلك من خطوات عملية شكلت قاعدة صلبة، ومهدت الطريق للتطوير المنهجي المتدرج والمدروس لمسيرة الشورى في السلطنة، وصولا إلى ما تعيشه التجربة الآن من نضج ورسوخ، علاوة على تميزها بانتهاج نمط من الممارسة البرلمانية الموضوعية المنضبطة بقيم المجتمع، والمتفاعلة إيجابًا مع الهموم والقضايا الوطنية؛ بهدف الإسهام في تحقيق متطلبات كل مرحلة من مراحل العمل الوطني، ودعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بالإنسان العماني؛ وذلك بتكامل الجهود وتنسيقها مع مختلف مؤسسات الدولة.

وأشار سعادة الدكتور الأمين العام لمجلس الدولة إلى أن مسيرة تطور الشورى في السلطنة، مرت بعدة مراحل، كان بدايتها تأسيس مجلس الزراعة والأسماك والصناعة كأول جهاز مؤسسي لإشراك المواطنين في صناعة القرار، مرورا بإنشاء المجلس الاستشاري للدولة، ثم مجلس الشورى، الذي يمثل خطوة مفصلية في المسار التطويري للشورى العُمانية. وبصدور النظام الأساسي للدولة عام 1996م، تبنت السلطنة ما يعرف بالثنائية البرلمانية؛ حيث نص النظام الأساسي على إنشاء مجلس عُمان، المكوَّن من مجلسي الدولة والشورى، وصدرت القوانين واللوائح المنظمة لعمل كل منهما، وتبع ذلك في العام 2011م منح مجلس عمان صلاحيات إضافية في المجالين التشريعي والرقابي، والتي من شأنها أن تمكنه من الإسهام بفاعلية في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مسارات بناء وتقدم الوطن خدمة للأجيال الحالية والقادمة.

وقال سعادته: إن إنشاء مجلس الدولة قبل عقدين من الزمن، أتى تتويجا لمسيرة الشورى في السلطنة، ومثل نقلة نوعية في مسارها التطويري بالتحول من نظام المجلس الواحد إلى نظام المجلسين؛ بما يكفل توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في القرار الوطني، والاستفادة من الكفاءات والخبرات في جميع المجالات، وجاء إنشاء المجلس كذلك إيذانا بتكامل بناء دولة المؤسسات والقانون، لتعزيز الأداء في مجالات العمل الوطني، والانتقال بها إلى رحاب التناغم المؤسسي بين مؤسسات الدولة الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية؛ الأمر الذي أسهم في تعظيم نتائج التنمية، وتعزيز خطى نهضة بلادنا الغالية. وأضاف: إن إنجازات المجلس على مدى العقدين المنصرمين تؤسس لمرحلة أكثر عطاء في ظل دعم جلالة السلطان المعظم -أيده الله- لمسيرة الشورى، وللتقدير السامي لما حققته هذه المسيرة من إنجازات، حيث ثمن جلالته في افتتاح الفترة السادسة الحالية لمجلس عمان، جهود المجلس خلال الفترات السابقة، وأثرها الملموس في دفع مسيرة التنمية الشاملة نحو مزيد من التطور والنماء.

وأكد سعادته أن مشروعات القوانين والتقارير والدراسات التي أنجزها مجلس الدولة طوال فتراته المتعاقبة، والتي شملت مختلف الجوانب القانونية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية...وغيرها، تقف شاهدا على الدور الذي يضطلع به المجلس في عملية البناء والتنمية في السلطنة، مرتكزاً في ذلك على ما يتمتع به أعضاؤه المكرمون والمكرمات من مؤهلات علمية وخبرات عملية وروح وطنية تستشعر هموم الوطن واحتياجات المواطن، مشيرا إلى أن مجلس الدولة وهو يدخل عقده الثالث، يستشرف المستقبل بتطلعات واعدة لتحقيق مزيد من النجاحات التي تعزز دوره في العمل الوطني، وتعمق إسهامه في نهضة الوطن وتقدمه؛ وذلك بفضل الرعاية السامية الكريمة التي تحظى بها مسيرة الشورى من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

إنجازات المجلس

إثر ذلك، تم تقديم عرض مرئي عن أهم إنجازات المجلس خلال العقدين المنصرمين، قدمته ألطاف بنت عمر المرهون الأمينة العامة المساعدة لشؤون مركز المعلومات والبحوث بالمجلس، وتضمن العرض معلومات عن أعداد أعضاء المجلس والجلسات العامة التي عقدها، والموضوعات التي أقرها في مختلف فتراته، كما تطرق العرض لتطور الهيكل التنظيمي للمجلس، وعلاقات المجلس مع المجالس النظيرة والاتحادات والمنظمات التي يشارك فيها، إضافة لأنشطة التواصل مع المجتمع.

عقب ذلك، تم عرض فيلم وثائقي عن مجلس الدولة، ثم ألقيت كلمة أعضاء المجلس السابقين، ألقاها السيد الدكتور سعيد بن هلال البوسعيدي؛ أزجى فيها الشكر والامتنان لمعالي الدكتور رئيس مجلس الدولة، وسعادة الدكتور الأمين العام للمجلس، على هذه اللفتة الكريمة بالاحتفاء بمرور عشرين عاما على إنشاء مجلس الدولة، والذي أنشئ ليكون إحدى دعائم مؤسسة التشريع في البلاد؛ ترجمة للإرادة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- عندما قرر الأخذ بالثنائية البرلمانية في العمل الشوروي بالسلطنة.

 وقال: إنها لمناسبة قلما تجود بمثلها الأيام تجمع غالبية من كان لهم شرف الانتماء لهذا المجلس التليد في دوراته الست، تحت قبة هذا الصرح الشامخ الذي يعبر بجلاء عن المهمة الموكلة إليه، والرسالة التي يقوم بها لخدمة الوطن، ورفده بالأفكار الخلاقة والآراء البناءة، فهي فرصة للالتقاء بين الأعضاء السابقين والحاليين، تعكس تواصل الأجيال لخدمة عمان. وأضاف: منذ انطلاقة عمل المجلس، وبداياته الأولى، نشأ عملاقا بجهود أعضائه الذين شمروا عن ساعد الجد، وبذلوا قصارى الجهد للقيام بالمهام الموكلة لهم على النحو الأكمل، ساعين لتأسيس وإرساء تجربة برلمانية راقية، مستفيدين في ذلك من التجارب الإقليمية والدولية، وقد أنجز المجلس العديد من الدراسات البرلمانية الرصينة، وقدمها للحكومة الرشيدة. واستطرد قائلا: كما لم يتوان المجلس عن المشاركة في المحافل والملتقيات والمؤتمرات البرلمانية على المستوى العربي والدولي.

كما ألقى عدد من أعضاء المجلس السابقين؛ وهم: الشيخ أفلح بن حمد الرواحي، ومرتضى بن حسن اللواتي، وشكور سالم الغمارية، وخالد بن سالم الحرسوسي، كلمات بهذه المناسبة؛ أعربوا فيها عن شكرهم للمجلس على هذه اللفتة الكريمة، متمنين له اضطراد التقدم والرقي.

وفي ختام الاحتفال، قام الجميع بجولة في مرافق المجلس، وقفوا خلالها على ما تشتمله من تجهيزات متقدمة، تساعد المجلس على القيام بالمهام الموكولة له.

تعليق عبر الفيس بوك