"خليجي 23".. البطولة الجماهيرية

علي بن بدر البوسعيدي

تعبر مختلف الشعوب عن عشقها لكرة القدم بطريقتها الخاصة، وفي منطقتنا الخليجية والسلطنة على وجه التحديد، تسعى الجماهير لمؤازرة المنتخب في كل المحافل التي يشارك فيها، إقليميا ودوليا، لكن بلا شك تبقى بطولة كأس الخليج لكرة القدم الأقرب إلى قلوب العمانيين، ولا أبالغ إن قلت إنها الأقرب إلى كل الشعوب الخليجية.

اللقاءات المباشرة بين المنتخب ونظرائه من الفرق الشقيقة، ترسم صورة مشرقة للتكامل الخليجي، وتعكس مدى ترابط شعوب الخليج وتماسكهم فيما بينهم، حتى في ظل الأزمات، لم تعكر السياسة صفو الأجواء الحماسية المشتعلة خلف الساحرة المستديرة، بل كانت وسيلة لتخفيف حدة التوتر والتقليل من الشد والجذب.

الكل في مثل هذه البطولة فائز، فحسابات الغالب والمغلوب لا تتوافر في هذه المنافسة الطيبة، بل إن الخاسر يهنئ الفائز، والفائز يؤازر الخاسر بأن يعوض في المرات المقبلة، هذا كله يمثل فرصة جيدة جدا لكي تنطلق الشعوب الخليجية إلى رحاب أوسع من التشارك والتفاعل فيما بينها.

الجميع يتذكر حلاوة أيام الماضي ومنافسات منتخبنا الأحمر وفوزه بالبطولة، وكيف كان أعضاء الفريق متلاحمين فيما بينهم، والجماهير من خلفهم تشجعهم وتأخذ بأيديهم نحو الفوز وإحراز اللقب.

البطولة الخليجية تجمع شباب دول مجلس التعاون على هدف واحد وغاية نبيلة، فالهدف إسعاد الجماهير العريضة في الدول المشاركة بالمنافسة، وإبراز القدرات والمهارات الكروية، علاوة على كسب الخبرات باعتبار أن مثل هذه المباريات تمثل مباريات تدريبية على اللقاءات الدولية، خصوصا وأن الفرق كلها تستعد لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم، وهذه البطولة ورغم أنها بطولة قارية، إلا أن المشجع الخليجي يعتبر كأس الخليج أكثر أهمية، وجديرا أكثر بالمتابعة والتشجيع.

الانطلاقة الطيبة التي شهدتها البطولة مطلع هذا الأسبوع، تؤكد أن اللحمة الخليجية باقية، وأن الحرص على تماسك دول المجلس حقيقي، ويحظى بدعم أصحاب الجلالة والسمو قادة الدول -حفظهم الله- بل إن الجماهير المناصرة للفرق، لم تفرق بين فريقها الوطني والفرق الأخرى، فالجميع مُجْتَمِع على تشجيع اللعبة الحلوة، ليقولوا: "مبروك للفائز"، و"هارد لاك" للخاسر.

جانب آخر مشرق في البطولة، لا بد أن نشير إليه، وهو دور سمو الشيخ أمير دولة الكويت، والإسهام الحقيقي في إنجاح هذه البطولة، من خلال الإعلان عن استضافتها واحتضان فعالياتها، في ظل الأزمة الخليجية القائمة، وهذا جانب إنساني رائع يضاف لمسيرة سموه الإنسانية التي استحق من أجلها لقب "أمير الإنسانية". فكما كان الدور الكويتي فاعلا في رأب الصدع الخليجي، جاء هذا الدور ليؤكد على حتمية استمرارية البطولة التي ينتظرها الجميع.

وقد بدأت الدورة على بركة الله بمباراة الكويت والسعودية؛ حيث فازت السعودية على الكويت 2/1، فيما فازت الإمارات على منتخبنا الوطني 1/صفر، وفي اليوم التالي فازت قطر على اليمن 4/صفر، بينما تعادل العراق مع البحرين 1/1، وهكذا كانت نتائج المباريات تشير إلى تجمع خليجي مميز، يستمتع فيه الجميع، جماهير ولاعبين ومدربين، وحتى المراقبين والنقاد الرياضيين.

إنني من هذا المنبر، أدعو كل الجماهير لكي تؤازر منتخبنا الأحمر العماني، وأن تكون له خير سند وتقدم له أفضل دعم، حتى تكون الفرحة هذا العام عمانية.