الذين يحاربون اللغة العربية !

يسرا بنت سعيد الحيدية

منذ أيام قليلة قُرعت الطبول في أرجاء عالمنا العربي احتفاءً واحتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام.

كلنا يعلم أن حكاية الشرف مع هذه اللغة الخالدة بدأت منذ أن اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون وعاءً يحتضن آيات كتابه العزيز، فلبست فيه لغتنا ثوب الإعجاز والفخر، ليكون لها البقاء السرمدي والخلود الأبدي.

ومن هنا أصبحت اللغة العربية وعاء الفكر ومرآة الحضارة الإنسانية عبر القرون، وأداة التواصل والتعارف بين ملايين البشر المنتشرين في أنحاء المعمورة.

وما يؤسفنا جميعا أن نرى ونسمع كل ما تتعرض له لغتنا العربية في العصر الراهن ضمن إطار العولمة، من حرب شرسة ضارية ليس من أعدائها فحسب ولكن الأدهى والأمر أنها تُحارب من بني جلدتها وأبناءها، فتجدهم يهمشونها ناظرين إليها نظرة احتقار وازدراء؛ معلين عليها لغات أخرى وغير معترفين بمكانتها وأدوارها.

ولعمري إننا لنحتاج إلى أن نعيد النظر في هذا الوضع المؤسف ولن يتأتى لنا ذلك إلا بتضافر الجهود وتكاتف القلوب لنعيد للغتنا العربية أمجادها ولتكون عامل وحدة وقوة للجسم العربي المشتت.

فطوبى للعاملين على بناء كيانها وإرساء قواعدها لتعود سيدة اللغات متربعة على عرش أمجادها.

تعليق عبر الفيس بوك