السلطنة والسياحة العالمية

علي بن بدر البوسعيدي

يُعدّ تنظيم المؤتمر العالمي الثاني للسياحة والثقافة في عمان مؤشرا هاما لما تحظى به السلطنة من اهتمام دولي كبير في القطاع السياحي، ويعكس كذلك حجم الفرص الواعدة في هذا القطاع المميز. حيث أولت السلطنة منذ بداية نهضتها القطاع السياحي أهمية كبيرة، ومع مرور الخطط الخمسية والرؤى المستقبلية بات هذا القطاع يستحوذ على نصيب أكبر من الاهتمام؛ سواء من قِبل الحكومة أو القطاع الخاص الذي يسعى لضخ استثمارات كبيرة فيه. ويتمثل أبرز تجليات ذلك الاهتمام في وضع هذا القطاع ضمن القطاعات الواعدة التي تستهدفها خطة السلطنة لتعزيز التنويع الاقتصادي، وما المخرجات التي أعلنتها المختبرات الخاصة ببرنامج "تنفيذ" إلا دليل واضح وبرهان ساطع على مدى الاهتمام بالقطاع السياحي والسعي نحو تطويره وتحديثه والاستفادة منه بشتى الطرق.

تتمتع السلطنة بمقومات سياحية كبيرة تتمثل في الشواطئ الممتدة والخلابة، والطبيعة الجبيلة الرائعة؛ كما هو الحال في الجبل الأخضر، بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من السلطنة (محافظة ظفار) ذات الجو الرائع الممطر صيفا مع اكتسائها بالبساط الأخضر. وتعد القلاع والحصون المختلفة في ربوع عماننا الغالية وأحدة من أبرز تلك المقومات والمميزات السياحية، كقلعة الرستاق وقلعة الحزم ونزوى والجلالي والميراني.

لقد قام القطاع الخاص بجهود مقدرة خلال الفترة الماضية في هذا الجانب حيث عمل على إنشاء الفنادق والمنتجعات العالمية؛ مما زاد من مساهمة السياحة في الدخل القومي، وحتى تؤتي الثمار أكلها كاملة نحن نحتاج فقط لشيء من الترتيب في جميع مرافقنا السياحية واسنادها بالمرافق الخدمية مثل الاتصالات والأسواق ودورات المياه وغيرها؛ ففي إجازة العيد الوطني المجيد اشتكى عدد من الزوار من عدم وجود الخدمات الكافية مما أوجد حالة من عدم الرضا؛ السبب الرئيسي فيه هو عدم تهيئة الأماكن من قبل الجهات المعنية.

من هنا نناشد وزارة السياحة أن تقوم بمسح كامل للأماكن السياحية وتهيئتها من حيث الطرق والمواقف والخدمات الضرورية، وأقترح على الهيئة العامة للصناعات الحرفية أن يكون لها دور بارز في هذه الأماكن وحضور مقدر لاسيما في القلاع والحصون، ونصب أكشاك تُباع وتعرض فيها تلك المشغولات التقليدية التي صنعت بأيدٍ عمانية حتى يتسنى للسائح سواء كان من الداخل أو الخارج اقتناءها وتكون ذكرى جميلة له.