حلمٌ معفىٌّ من الضَّرائب

رضا أحمد – مصر

 

ﺭﺃﻳﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻞّ
ﺃﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺗﻲ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ
ﻭﺃﻟﺘﻘﻂ ﻣﻼﻣﺤﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ؛
ﻛﻨﺖُ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻣﻔﺨّﺨﺔ،
ﺣﺰﺍﻡَ ديناميت ﻳﻠﺘﻒّ ﺣﻮﻝ ﺧﺼﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻭﻧﺎﻗﻠﺔ ﺑﺘﺮﻭﻝ ﻋﻤﻼﻗﺔ
ﺗﺨﻮﺽ ﺃﻭﻟﻰ ﺭﺣﻼﺗﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ
ﻭﺻﺮﺍﺥ ﺷﺮﻛﺔ ﺳﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ
ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺤﻴﺘﺎﻥ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ.

ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻭﻏﺎﺋﻤﺔ،
ﺯﻫﺮﺓ ﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﺘﻮ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ بزة رسمية،
تخطفتها ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ
ﻭﺗﺠﻤّﺪﺕْ ﻓﻲ ﻟﻘﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭﻳﺔ
ﻭﺳﻂ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺠﺒﻴﻦ.

ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﻏﺎﺋﺒﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ
ﻓﻲ ﺿﺠﺔ ﺗﺼﻔﻴﻖ ﺣﺎﺩ
ﻭﺻﻮﺗﻲ ﻣُﻨﺘﺶ:
"ﻋﺎﺵ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻷﻡ ﻭﻣﺎﺕ ﻛﻞ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﺒﺎﺗﻤﺎﻥ،
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺠﻤﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺳﺎﻗﻴﻦ".

ﺗﻌﺮﻓﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻣﻦ ﻣﻼﻃﻔﺔ ﺻﺪﺃ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺑﻠﺴﺎﻧﻲ،
ﻭﺗﻌﺮﻓﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ،
ﺗﻌﺮﻓﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻣﻦ اﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﻴﻦ
وﺍﻷﺣﺬﻳﺔ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ﻟﻠﻌﺪﺍﺋﻴﻦ
في مارثون ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺌﺔ ﻗﺮﻳﺔ تحت السيل،

وعرفت ﺍﻟﻤﺮﺽ
ﻣﻦ ﺧَﺪَﻳْﻪِ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺩﺍﻋﺒُﻪ:
"ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﻭﺩﻳﻊ ﻭﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ
ﻟﺘﻘﺘﻨﻲ ﺣﻨﺠﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﻫﻨﺔ".

ﺭﺃﻳﺖ ﺭجلا ﻳﺴﺘﺠﻮﺏ ﺩﺑﺪﻭﺑًﺎ ﺯﻫﺮﻳًﺎ
ﻋﻦ ﺁﺧﺮ ﻋﺎﺷﻖ ﻏﺎﺯﻝَ ﺯﻭﺟﺘﻪ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﻴﻦ
ﺩﻭﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺴﺒّﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ
ﺃﻭ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﻳﺴﺒﻮﻙ،
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻭﻫﺞ ﺍﻟﻘﺼﻒ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻣﺮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ،
ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺑﻨﻮﻙ ﺍﻟﺪﻡ
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﻴﺖ.

ﺟﻮﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ وتفارقني كاميرا المراقبة،
النعاسُ ﻳﻨﺴﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﻃﻘﻢ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ
ﻭﻧﻈﺮﺗﻲ ﻣﺨﻠﺒﻴﺔ تنهش ذرّات الليل؛
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺘﻤﺜﺎﻝ ﻗﻠﺐٌ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻮﻗﻔﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺗﻌﺎﻃﻒٌ ﺑﺎﺭﺩٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻔﻠﻴﻦ
ﻭﺷﺎﻋﺮٌ ﻳﺘﺄﻣﻠﻨﻲ ﺑﺼﻤﺖ ﻭﻳﻜﺘﻔﻲ بالانحناء،
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻺﺳﻤﻨﺖ ﺫﺍﻛﺮﺓ
ستكون ﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻌﺼﻤﻲ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒُ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ،
ﻟﻠﺰﻧﺎﺑﻖ الغبية تحت قدمي بند إﺿﺎﻓﻲ في الميزانية
وﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺛﺎﺑﺘﺔ،
بنايات ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﻭﺭﺩية،
ﻭﻟﻲ ﺃﺟﺮُ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻘﻴﺮ
ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺑﺼﺒﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺨﻞ ﻭﻣﻠﺢ ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﻠﻮﺭ
ﻓﻲ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻧﻜﻬﺔ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.

تعليق عبر الفيس بوك