انطلاق أعمال المؤتمر العالمي الثاني لـ"منظمة السياحة" واليونسكو"

بالفيديو.. السيد فهد: حرص سامٍ على تطوير القطاع السياحي منذ فجر النهضة المباركة.. والسلطنة تزخر برصيد وافر من التراث والثقافة

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ فهد بن محمود: نناشد ملاك البيوت الأثرية التنسيق مع "السياحة" لترميمها

◄ السيد فهد يشيد باعتدال الإعلام العماني وإسهاماته في بناء العلاقات

◄ سلطان بن سلمان: التعاون قائم بين السعودية والسلطنة في المجال السياحي

◄ المحرزي: "استراتيجية 2040" تعزز تسارع خطوات التنمية السياحية

◄ "اليونسكو" تعتزم إطلاق أول موقع إلكتروني للسفر لمواقع التراث العالمي

◄ أمين عام "منظمة السياحة": 1.235 مليار مسافر أنفقوا 3.2 مليار دولار العام الماضي

الرؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ محمد الراشدي

افتتح صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء أمس أعمال المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو حول السياحة والثقافة الذي يقام بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة 700 شخص من داخل وخارج السلطنة يمثلون 70 دولة حول العالم وبحضور 30 وزيرا للسياحة والثقافة.

وأكّد صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد أهمية المؤتمر الذي تشارك فيه العديد من دول العالم ويعمل على إبراز الجانب التراثي وتطوير المجال السياحي، مؤكدًا أنّ السلطنة تمتلك رصيدًا وافرًا من التراث والثقافة. وقال سموه- في تصريحات على هامش المؤتمر- إنّه منذ بداية النهضة المباركة وجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- يحث على تطوير القطاع السياحي والاهتمام بالتراث، مبينًا أنّ هناك سياسة لترميم القلاع والحصون والبيوت الأثرية.

وناشد سمو السيّد فهد بن محمود آل سعيد المواطنين الذين يمتلكون بيوتًا أثرية أن يهتموا بهذه البيوت بالتنسيق مع وزارة السياحة لترميمها، مشيرًا إلى أنّها ستكون عامل جذب كبير للسياح، علاوة على أنّها تعكس هويتنا العمانية. وأشار سموه إلى أنّ السلطنة فتحت أبوابها لجميع المستثمرين خاصة المواطنين، وتقدم الدعم لهم في القطاع السياحي، مؤكدًا استفادة السلطنة من تجارب دول العالم في مجال السياحة.

الفنون العمانية

وشدد سموه على أن السلطنة تزخر بالكثير من الفنون العمانية التي بلا شك ستكون حافزًا كبيرًا لقطاع السياحة والترويج لها، مشيدًا بجهود الإعلام المعتدل الذي أثبت وجوده في التعاطي مع الأحداث بشكل لا يؤثر على الغير ويساعد في بناء العلاقات مع الداخل والخارج، متمنيًا لهم دوام التوفيق والنجاح.

من جانبه، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية أن السلطنة هي المكان الأنسب لاستضافة مثل هذه الفعاليات، مشيدًا بما تمتلكه السلطنة من مقومات طبيعية وتاريخ عريق وحسن التعامل مع الزوار. وقال سموه إن هناك تعاونا قائمًا بين السلطنة والمملكة العربية السعودية بحكم ما يربطهما من علاقات متينة، والعمل سويا في برامج التعاون في المجال السياحي في الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة الممتدة بين البلدين الشقيقين في تطور مستمر في مختلف المجالات السياحية وصناعة التراث والثقافة والتي تعتبر السلطنة متقدمة في هذا الجانب.

فيما قال معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة أن صناعة السياحة تبوأت ومنذ خمسينيات القرن الماضي مكانة بارزة في الاقتصادات وتجاوزت مساهمتها في العقود الأخيرة الكثير من القطاعات الاقتصادية الرئيسية في بعض الدول، الأمر الذي أدى لمضاعفة الاهتمام الذي توليه كافة الدول المتقدمة والنامية على حد سواء للقطاع السياحي وازداد تركيز غالبية الدول على وضع الخطط والبرامج للاستفادة من الفرص الواسعة المتاحة في هذه الصناعة سريعة النمو القادرة على الصمود أمام الأزمات والركود الاقتصادي بما يفوق قدرة القطاعات الاقتصادية الأخرى. وأضاف معاليه- في كلمته خلال المؤتمر- أنّ دول العالم اتفقت وفق "أجندة الأمم المتحدة 2030" على تبني أسس ومبادئ التنمية المستدامة والشاملة لعدة مجالات حيوية من ضمنها السياحة والثقافة. وأوضح أنّ هذه الدول تبنت هذا الاتجاه لإدراكها وإحساسها العالي بمسؤولياتها ليس فقط نحو تقدم وازدهار أجيالها الحاضرة بل من أجل المحافظة على حق الأجيال القادمة في أن تجد الموارد والإمكانات التي تحقق لها التقدم والازدهار والرفاهية. وتابع معاليه أنّ الارتباط الوثيق بين السياحة والثقافة لا يحتاج إلى تأكيد؛ فقد أتاحت بمكوناتها المختلفة إحداث تنوع كبير في المنتجات السياحية مما يمكن العديد من الدول من جذب شرائح واسعة من السياح، إضافة إلى أنّ هذا الارتباط أتاح فرصة كبيرة لتحقيق استدامة الإرث الثقافي والحضاري لكثير من الدول. وأشار معالي وزير السياحة إلى أنّ الوزارة قامت بوضع "الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040" لتسريع خطوات التنمية السياحية عن طريق الاستغلال الأمثل لهذه الموارد الوفيرة وفق مبادئ الاستدامة؛ لتحقيق الأهداف طويلة المدى وتحقيق التنويع الاقتصادي ورفع المساهمة المباشرة وغير المباشرة للقطاع في الناتج المحلي وتوفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للقوى العاملة الوطنية وتعزيز الإيرادات الحكومية ودعم ميزان المدفوعات بهدف الوصول بالتنمية إلى أعلى مستوى ممكن. وشدد معاليه على ضرورة استثمار فرصة التجمع بهذا المؤتمر، من حيث المشاركة الواسعة للدول الأعضاء في منظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو، لاستشراف آفاق أرحب لتحقيق المزيد من التنمية السياحية والثقافية في دولنا من خلال تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف وتبادل الخبرات الناجحة والخبرات وبما يحقق مصالح مجتمعاتنا في هذين المجالين الحيويين وبما يسهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

التراث العالمي

وألقى فرانشيسكو بندرين مساعد مدير عام منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم كلمة نيابة عن معالي الدكتورة أودري أزولاي المديرة العامة للمنظمة قال فيها إن منظمة اليونسكو ستطلق أول موقع إلكتروني للسفر لمواقع التراث العالمي في أوروبا خلال العام المقبل بالتعاون مع عدد من الجهات، موضحًا أن الموقع سيركز على التواصل الحضاري والارتباط بين الدول الأوروبية عن طريق مواقع التراث.

من جانبه، أوضح معالي الدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية أن عدد المسافرين خلال العام الماضي بلغ 1.235 مليار مسافر حول العالم أنفقوا ما يقارب 3.2 مليار دولار، ويتوقع أن يصل عدد السياح بحلول 2030 إلى 1.8 مليار سائح. وقال معاليه- في كلمته- إن السياحة تساهم في توفير وظيفة من بين كل 10 وظائف في القطاعات الأخرى، وتمثل 10.2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم، مشيرًا إلى أنه من ضمن أهم مبادئ العمل في برامج منظمة السياحة العالمية هي التنمية المستدامة لذلك تم اختيار 2017 لتكون السنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية.

وتضمن اليوم الأول للمؤتمر الذي تستضيفه السلطنة ممثلة بوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) انعقاد مؤتمر الحوار الوزاري لأصحاب المعالي الوزراء ورؤساء هيئات السياحة والثقافة تطرقوا من خلاله إلى السياحة والثقافة والتنمية المستدامة والتي تناقش الأطر الضرورية للسياسات والأنظمة المشجعة للتنمية المستدامة في قطاعي السياحة الثقافية، وبحث سبل دعم السياحة المسؤولة ذات الوعي الثقافي بما يساهم في تنمية المجتمعات والتبادل الثقافي، والحفاظ على التراث.

وأقيمت جلسة نقاشية بعنوان "السياحة الثقافية كرائد للسلام والازدهار"، تناولت دور السياحة والثقافة في حفظ التراث وإعادة البناء الاقتصادي في مناطق الأزمات.

ويناقش المؤتمر القضايا والبرامج والخطط ذات الصلة بقطاع السياحة الثقافية كصانع للسلام ورائد للازدهار وأهمية التنمية السياحية مع الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واكتشاف الوجهات الطبيعية الثقافية في السياحة العالمية إضافة إلى تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.

ومن المقرر أن يتضمن اليوم الثاني للمؤتمر جلسات نقاشية حول دور السياحة في الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واستكشاف النطاق الثقافي في السياحة، إضافة إلى عرض الملخص الختامي للمؤتمر وإصدار "إعلان مسقط 2017" للمؤتمر العالمي للسياحة والثقافة ثم عقد مؤتمر صحفي يتم خلاله الكشف عن تفاصيل المؤتمر.

وتم على هامش فعاليات المؤتمر افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر تحت رعاية صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد، والذي تشارك فيه عدة جهات معنية ومختصة وأكاديمية كوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة والهيئة العامة للصناعات الحرفية والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة" ودار الأوبرا السلطانية مسقط وجمعية التصوير الضوئي والمتحف الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف بيت الزبير وجامعة السلطان قابوس وكلية عمان للسياحة وكلية التربية بالرستاق والجامعة الألمانية للتكنولوجيا.

الحسني: نقدم عمان للعالم بالحب لا بالصراع والدمار

قال معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام إننا في في أمس الحاجة إلى تقديم الرسالة الإنسانية الحضارية للعالم عن طريق وسائلنا الإعلامية، وهو ما يأتي عن طريق إبراز الجوانب السياحية والثقافية، وعندما نتحدث عن الثقافة نشير إلى عناصر تقدمنا للعالم؛ وهذه هي رسائلنا الإعلامية للآخر التي نقدمها بهدوء وتوازن وهي عناصر المحبة والفن والجمال التي تقدم للحضارة الإنسانية كل ما يليق بها كبناء إنساني وحضاري.

وأكّد الحسني أهمية المؤتمر لوسائل الإعلام التي تنقل هذا الحس الانساني الثقافي والسياحي إلى العالم، وبهذا الجمال وبهذا الحب وبهذه العناصر الإنسانية الراقية يمكن أن نقدم عمان للعالم، وليس بالصراع والحروب والدمار. وكما قال ضيوف المؤتمر في كلماتهم فإنّ أبرز ما لفتهم عند زيارة عمان هو شعبها السمح المبتسم المرحب المضياف، وهذه هي الثقافة والتراث وملامحح الإنسان العماني وهذه هي رسائلنا للعالم عن طريق وسائلنا الإعلامية المسموعة أو المقروءة أو المرئية. 

التوبي: لا تعارض بين التنمية السياحية والحفاظ على البيئات الطبيعية

قال معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية إنّ المؤتمر يركز على التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة، لكنّه يركز بالدرجة الأولى على السياحة، ولا شك أنّ البيئة من أهم أعمدة السياحة البيئية، كما أنّ البيئة أحد الركائز المهمة للتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، ما يعني أنّ هناك استدامة للمشاريع وهناك فكر يتوقع منه أن تكون السياحة في تطور مستمر مع الأخذ في الاعتبار ألا تكون للتنمية وتطوير السياحة أي آثار سلبية على استدامة التنمية والحفاظ على الموروثات الإنسانية المشتركة والتي من بينها البيئة الطبيعية نفسها.

وأوضح معاليه أنّ هذه المعادلة والتوازن بين حق الدول والشعوب حاليا وحق الأجيال القادمة في أن تعيش وترى ما تعيشه وتراه الأجيال الحالية من مشتركات إنسانية وحضارية وتراثية، وهذه القيم والموروثات التي يتشاركها العالم كله يتبادلونها عبر السياحة، فعندما يسافر إنسان من بلد إلى آخر فإنّه يتشارك جزءا من هذا التراث الذي تركته أجيال سابقة، كما يرى طبيعة يفترض أن يراها أفراد من أجيال تأتي بعد مئات السنين ولا تتحول إلى ذكريات في تاريخ عن أماكن وحضارات كانت موجودة واندثرت.

الرفاعي: المؤتمر يرسخ لمفهوم أنّ الثقافة والسياحة وجهان لعملة واحدة

قال معالي الدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية إن المؤتمر مهم جدا لأنه يربط بين الثقافة والسياحة وهما قطاعين طالما كان ينظر لهما الناس على أنّهما متضادان، لكن استطعنا من خلال الدورة الأولى وهذه الدورة للمؤتمر أن نوضح أن الإثنين وجهان لعملة واحدة؛ فالثقافة هي قصة البشر وقصة الناس على هذه الأرض والسياحة هي الناشر والموزع لهذه القصة، فالقصة لا قيمة لها ما لم تنشر وتوزع وتنشر من قبل الناس، والحفاظ على الثقافة والتراث الثقافي جزء أساسي من مكونات السياحة، فالسياحة تعتمد بشكل كبير على المكونات الثقافية، وبالتالي الحفاظ عليها يصبح جزءا من حفاظنا على صناعة السياحة نفسها، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية المؤتمر.

وأضاف الرفاعي: طرحت في كلمتي 5 نقاط للنقاش تناولها الاجتماع الوزاري في اليوم الأول للمؤتمر، وهذه النقاط مهمة للغاية لأنها تضع الأسس لحوار معين، فليست نقاطا محددة لكنها تمثل محاور لنقاشات موسعة، من بينها الحوار بين القطاع العام والعام لشراكة حقيقية قبل الحوار بين القطاع العام والخاص بحيث يكون هناك تكامل بين الجهات الحكومية نفسها.

إليزا جيان ريد: مناقشات المؤتمر تركز على التنمية السياحية المستدامة

قالت إليزا جيان ريد، سيدة أيسلندا الأولى، إنّ ما شهده المؤتمر من فعاليات شيء مبشر ورائع، والشعب العماني مضياف للغاية، وشرف لي أن أزور عمان، واتطلع بشدة إلى متابعة المناقشات التي ستدور في المؤتمر والتي تتناول الإمكانيات الواعدة في قطاع السياحة، وكيفية السعي نحو التنمية المستدامة لقطاع السياحة بما يحقق الاستفادة من المقومات الثقافية والبيئية على مدى السنين.

وأضافت سيدة أيسلندا الأولى: تشرّفت بتعييني سفيرة خاصة للسياحة وأتطلع لأن أحقق أشياء مفيدة للسياحة، وكنت دائمًا استمتع بالسفر وأؤمن بأنّ أهم ما في السياحة والسفر التعرّف على الناس وحضاراتهم وثقافاتهم، والسعي نحو الحفاظ على تنمية سياحية من كافة الجوانب بما يضمن الحفاظ على هذا التراث الإنساني العالمي.

عبدالرزاق بن عيسى: فرصة للتعريف بالجهود الحكومية للنهوض بالقطاع

قال عبدالرزاق بن علي بن عيسى الرئيس التنفيذي لبنك مسقط إنّ المؤتمر عالمي ومهم للغاية ومن شأنه أن يعزز وضع السلطنة على خريطة السياحة العالمية، ومن الكلمات التي ألقيت في المؤتمر ما شدد على ضرورة التركيز الكبير على أهميّة السياحة والتراث معا، والحمد لله فإنّ بلادنا العزيزة تزخر بمقومات سياحية ومكونات تراثية وثقافية أيضا، وهذا التكامل من شأنه أن يعطي دفعة لقطاع السياحة في البلاد وبالتأكيد فإنّ الأوراق والنقاشات التي يشملها المؤتمر ستسلط الضوء بقوة على الجوانب السياحية التي تتمتع بها السلطنة.

وأكد عبدالرزاق بن عيسى أنّ احتضان السلطنة لمثل هذه المؤتمرات يتيح الفرص لاطلاع المعنيين والمهتمين بقطاع السياحة على النشاط الاستثماري والجهود التنموية التي تبذلها الحكومة الرشيدة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص في هذا المجال.

تعليق عبر الفيس بوك