أوراق العمل تستعرض تحديات القطاعين الزراعي والبحري.. وتحذر من استنزاف الثروات

يوم مفتوح حول مستقبل الأمن الغذائي بالتعاون بين جامعة السلطان قابوس و"غرفة شمال الباطنة"

 

≤ الوهيبي يقدم محاضرة عن آليات تطوير تربية نحل العسل في السلطنة

≤ البلوشي: عشوائية استخدام المبيدات أبرز المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء

صحار - خالد الخوالدي - علي الخياري

نظمت جامعة السلطان قابوس -ممثلة بكلية العلوم الزراعية والبحرية- وبالتعاون مع فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بولاية صحار- يوما مفتوحا حول الأمن الغذائي، تحت رعاية سعادة الشيخ علي بن أحمد الشامسي والي صحار، وبحضور المكرم راشد بن عبدالله اليحيائي عميد الكلية، وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين المختصين في الامن الغذائي والطلاب.

وأكد الدكتور عمر بن سالم الجابري مساعد العميد لخدمة المجتمع والتدريب، الدور البارز لكلية العلوم الزراعية والبحرية في تعزيز الترابط المجتمعي، وبناء جسور التعاون ونشر الوعي والمفهوم الحديث للجانبين الزراعي والبحري، وارتباطهما الوثيق بالمجتمع والأمن الغذائي لدى كافة فئات المجتمع، وتعد الأقرب للمجتمع نتيجة طبيعة ما تقوم به وما تسهم به لاستدامة المجتمعات. وأشار الجابري -في كلمته خلال الفعالية- إلى أن القطاعين الزراعي والبحري يواجهان تحديات كثيرة؛ أبرزها: الاستنزاف المفرط للمصادر الطبيعية من مياه ومخزون سمكي؛ لذلك يأتي دور الكلية في المساهمة لمواجهة هذه التحديات التي لولا تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة مع الكلية، لما تم التغلب على الكثير من التحديات التي واجهت هذه المنظومة.

وأوضح الجابري أن كلية الزراعة بالجامعة تغذي سوق العمل العماني بكافة المخرجات المرتبطة بهذه القطاعات الحيوية، إضافة لزخم بحثي شهدت له كل الأوساط العلمية، كذلك فلديها سجل بحثي مشهود له بالكفاءة ويوجد فيها 6 أقسام تطرح 10 تخصصات مختلفة، كما يتم طرح برنامجي البكالوريوس والدكتوراه، وبذلك نشأت جماعة العلوم الزراعية والبحرية ونشأت معها مجموعات مرتبطة بالتخصص يشرف عليها مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع، وتتكون من مشرف للجماعة ومساعد له ورئيس للجماعة، تسهم في ربط الكلية بالمجتمع الجامعي والمحلي.

وعرض عدد من طلاب الكلية مجموعة من المشاريع التي تخدم الأمن الغذائي؛ منها: مزرعة الشهلاء، التي تهدف لاستغلال الاعداد الكبيرة من الجمال، ووجود البيئة المناسبة لها في السلطنة؛ وذلك من خلال حليب الجمل المعروف بالفوائد الصحية والغذائي العالية، واستخدامه في إيجاد عدد من المنتجات ذات الجدوى الاقتصادية العالمية، مما يسهم في دعم الاقتصاد العالمي وتوفير مصدر دخل مستدام. المشروع الثاني عبارة عن فلتر حيوي، يتكون بشكل رئيسي من قشور الجوز، ويستخدم في تصفية وتنظيف المياه الملوثة بمواد العوالق البترولية، ويعد أنسب فكرة لإزالة النفط والعوالق الصلبة من المياه التي تنتج في مرحلة استخراج النفط؛ إذ إنه قادر على إزالة 95 بمائة إلى 99% من المواد الصلبة العالقة، و90 بالمائة إلى 99% من الهيدروكربونات غير القابلة للذوبان استخدام المواد الكيميائية والهدف من المشروع هو معالجة المياه الملوثة بالنفط بواسطة قشور الجوز التي يعززها الكربون المنشط والرمل. والذي يساعد على طرد الروائح ويقلل من نسبة الأملاح الذائبة في الماء، كما تم عرض مشاريع عن نظام التحكم المركزي وأيضا بما يتعلق عن الامن الغذائي.

وتضمنت الفعاليات تقديم مجموعة من أوراق العمل من مختلف التخصصات في الكلية؛ حيث قدم الدكتور علي الوهيبي محاضرة بعنوان "تطوير تربية نحل العسل في عمان الآمال والتحديات"، عن تاريخ وأنواع النحل وانتشاره في السلطنة، وكيفية المحافظة على السلالة العمانية وكيفية تربيته، وأشار الوهيبي إلى أن النحل يكثر في السلطنة من قبل المهتمين في مجال التربية، وارتفع إنتاج العسل في السنوات الأخيرة.

وألقى الدكتور إسماعيل بن محمد البلوشي -من قسم علوم الأغذية والتغذية- محاضرة؛ تحدث فيها عن توفير الغذاء، وما يشكله كمًّا ونوعاً للشعوب، كأحد أبرز التحديات التي تواجه الدول، في ظل الازدياد الكبير لسكان الأرض؛ إذ إن تأمين الغذاء يعد عاملَ استقرار وسيادة لتلك الدول؛ لذلك تتجه الدول لوضع العديد من الإستراتيجيات، وتُنشأ العديد من اللجان التي تعمل على تحقيق الأمن الغذائي، وتعرف منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الأمن الغذائي بأنه توفير الغذاء لكل الناس في كل الأوقات، ويتمكن الناس من الحصول عليه اجتماعيا واقتصاديا وبكمية كافية، على أن يكون الغذاء آمنا ومغذيا؛ بحيث يلبى احتياجات المستهلك من العناصر الغذائية، ويوفر الأولويات لحياة صحية مفعمة بالنشاط.

وأضاف البلوشي بأن تحقيق الأمن الغذائي يواجه تحديات كثيرة رئيسية؛ منها: المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء، والانفجار السكاني، ونقص الموارد الطبيعية والبشرية والمادية، والتغير المناخي. ولعل تحدي تأمين سلامة الغذاء من المخاطر أبرز التحديات التي تحول دون تحقيق الأمن الغذائي؛ ذلك أنه لا قيمة لأي غذاء مهما كانت جودته إن لم يكن آمنا للاستهلاك الآدمي والحيواني والنباتي. أما المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء فتتعدد؛ ومنها: المخاطر البيولوجية والكيميائية والفزيائية.

وأوضح البلوشي أن المبيدات بمختلف أنواعها واستخداماتها الجائر والعشوائي بقصد أو دون قصد تشكل أحد أهم المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء، وتحول دون تحقيق الأمن الغذائي، بغض النظر عن منافعها الاقتصادية، وتتفق العديد من المنظمات الدولية والدراسات على أن المبيدات تشكل سمية للإنسان والنبات والحيوان والبيئة، وتبين الدراسات التي أجريت على الحيوانات في اوروبا أن 32 من 76 مبيدا فطريا، و25 من 87 مبيدا للحشائش، و24 من 66 مبيدا حشريا، إما تكون مسرطنة أو تسبب سُمية للتوالد والتطوير. أما الاستخدام الجائر للمبيدات، فقد يسبب تلوث الماء والهواء، ويؤثر بشكل سلبي على خصائص التربة كرقم الحموضة ومحتوى الرطوبة والمحتوى الميكروبي ومحتوى المركبات العضوية. مشيرا إلى أن هذه المعلومات نهدف من تقديمها لتوضيح خطورة المبيدات كعائق أساسي لتأمين سلامة الغذاء وأهمية تأمين سلامة الغذاء أولا كشرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي، وبيان مسؤولية المزارع في تأمين سلامة الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي.

وقدم الدكتور خالد الهاشمي -من قسم العلوم البحرية والسمكية- محاضرة؛ تناول فيها عالم البحار والمحيطات، وما يحفه من غموض وأسرار. مشيرا إلى أن العلماء استطاعوا من خلال البحث المضني التوصل لمعلوماتٍ قيّمة تخص الحياة البحرية وكائناتها والعلاقة بينهما وطرق التكيف مع التغيرات البيئية وطرق عيشها وأماكن تواجدها...وغير ذلك من دواعي بقائها واستمرارها، وأن العيش في البيئة البحرية يختلف عن العيش في البيئة البرية من خلال ثلاثة عناصر؛ هي: الطبقة العليا من البيئة البحرية تكون فقط مضاءة؛ لذا تكون عملية التمثيل الضوئي محصورة من السطح إلى عمق 100 مترا، ويكون القاع أسفل 1000 كم، في ظلام دامس، والكائنات التي تعيش بمحاذاة الخط الساحلي يجب عليها التعامل مع حركة المياه نتيجة المد والجزر والأمواج، والكائنات التي تعيش في الماء عليها دوما التغلب على مقاومة الجاذبية والتكيف مع هذا الوضع إما بالسباحة وإما بالطفو، كذلك يلزمها التأقلم مع نقص الأكسجين، وطريقة استخلاصه، وكيفية الموازنة بين درجة حرارتها وحرارة محيطها، وبين ملوحة جسمها وملوحة البحر.

وقدم المهندس أحمد الغافري محاضرة حول تجربة محطة التجارب الزراعية في جامعة السلطان قابوس، وتحدث عن المحطة والأدوار المختلفة التي تقوم بها، ونبذة عن أنظمة الري المختلفة بمحطة التجارب الزراعية وطرق تشغيلها وإدارتها المتطورة، إضافة للتطور التدريجي في أنظمة الري في المحطة، كما قدم نبذة عن نظام التحكم المركزي بالري ودوره في رفع كفاءة استخدام مياه الري.

وتحدث عن نجاحات التحسين الوراثي في الحيوانات المزرعية د. محمد بن علي العبري؛ موضحا أن قطاع الإنتاج الحيواني يعد أحد أكثر القطاعات التي سيتطلب منها مواكبة الطلب المتوقع؛ حيث سيزداد الطلب العالمي على اللحوم بشكل عام بنسبة 68%، وعلى الحليب ومشتقاته بنسبة 57% بحلول العام 2050. ومن الجدير بالذكر أن تلك الزيادة في الطلب ستكون أكثر في الدول النامية، مقارنة بالدول المتقدمة؛ وذلك بسبب زيادة الدخل، وتحسن مستوى المعيشة، مصحوبين بارتفاع عدد السكان في تلك الدول.

وأكد العبري أن التزايد المستمر في الإقبال على المنتجات الحيوانية مع التأثير المتوقع للتغير المناخي من شح في المياه والمرعى، وتزايد في درجات الحرارة، يحتم على المنتجين استخدام آخر ما توصلت إليه التقنية في تغذية وصحة الحيوان، وكذلك في تحسين السلالات المحلية والتي تعتبر أكثر تلاؤما مع المناخات الحارة، ويعتبر التحسين الجيني للسلالات من أنجح الوسائل لتوفير الاحتياج المستقبلي من الغذاء والتصدي لتحديات التغير المناخي؛ حيث أثبت الانتخاب في مختلف السلالات الحيوانية جدوى على المدى الطويل في تحسين مختلف الصفات في السلالات التجارية كتحسين معامل تحويل الغذاء والصحة والإنتاجية.

وفي محاضرة بعنوان "تنمية وتنويع الصادرات"، تطرق الدكتور جمعة المسلمي -من قسم اقتصاد الموارد الطبيعية- إلى ما يشكله الاعتماد على مصدر واحد للدخل من خطر محدق باقتصاد الدول الغنية بالموارد الطبيعي، ويأتي الاعتماد على النفط في مقدمة الأخطار المحدقة بميزانيات الدول الغنية به؛ وذلك لشهرته بتقلبات أسعاره الدائمة والأزمات المصاحبة لها التي نعيش أحد تبعاتها إلى يومنا هذا. مشيرا إلى أن العديد من الدول الغنية بالنفط أدركت خطر الاعتماد عليه، فبدأت بجهود التنويع الاقتصادي، ومحاولة إيجاد مصادر بديلة لإيراداتها الحكومية، ولعبت سياسات تنمية وتنويع الصادرات الدور الأكبر في سياسات التنويع الاقتصادي المختلفة، حيث تم تطبيق هذه السياسة من قبل معظم الدول التي نجحت في التنويع الاقتصادي.

 

تعليق عبر الفيس بوك