القلبُ يرتجِزُ القصيدة

ناصر الحاج - العراق


(1)
كم هي عمياءُ
تلك الأشياء التي لاتراكِ
في سُرّةِ هذا الكون
كم هو أبكم هذا العالم
الذي لا يدعوك
لنفسه
وكم هي صمّاءُ
 تلك الحواس
 التي لاتشتهيك..

(2)
لن تعرف
 كم هو الحب
 إلا في عناق
حيثُ القلب يرتجزُ
 القصيدة..

(3)
سأعيد الحزن للناي
والناي للقصب
والقصب للنهر
وأوقد سبعَ شموع
خلف هذا الغول
ليذهب
 بعيدا عنا
ليغرق في البحر..

(4)
أصبغ حذائي
عادة أصبغهُ بشكل جيد
وأنظرُ إليه
لعلَّ لمعانهُ تحتَ الشمسِ
يُغريني بالخروجِ
من البيت
فغالباً لا أجد
سببا كافياً لذلك
سواه ..
(5)
حاولت  كثيرا
أن أخبرهم بأني
لست  شجرة
لكنهم وسط القيظ
يسحقون صدري
بأيديهم الفارغة
كما بعد كل انفجار
يدهسني
القطار الصاعد بهم
إليك يا الله
لافسحة هنا للحياة
نحن نتبادل أطراف
الموت يا أبي
يتدلى كان العيد
من بين أصبابعك
والحب
قبل هذا الموت
كان قميصا
من حرير..
(6)
لم تكن أنت
تلك ملامح رجل آخر
احتل المرآة
أنت لا تعرف هؤلاء
الرجال الذين يقفون
كقاطرة عاطلة
بانتظار البكاء
ذلك البكاء
الذي تتعلمه
وحيدا في بداية
الرحلة
ثم تبدأ بارتكاب
الأشياء الغبية
حتى تصير الأيام
جبلا من هباء..
(7)
حدثني..
لماذا..
لأننا نحن من نظن ذلك ولا أحد يعرف ذلك الشعور الخفي الذي يختبئ بين تزاحمنا.
لكنك تبتعد أحيانا حين تصاب بتلك اللوثة وتخلف وراءك حرائق في ذلك التزاحم وأخشى أن ننفصل تماما وتجف مناديلنا تلك التي تحفظ أملاحنا الغائرة في لذَّة كل شيء.
فكرة رائعة ما الذي يجعلنا نحتمل غُصتنا كل هذه الرحلة الطويلة
فلنعد إلى "نحن"؛ لعلنا نجد حلا يليق بجذور هذا الحزن
أتقصد أن نعود إلى "أنانا",
هيهات هيهات, لا لا إنها موحشة بلا طائرتنا الورقية الملونة, إلا إذا قررت أن تعود إلى الغابة.
لا لن أعود إلى هناك فقد أغلقوا جميع أبواب الفراغ وصادروا باحتنا الخلفية التي طالما كنا نقيم فيها حفلات راقصة مع تلك الأشباح على شرف الوهم المبجل الذي بدد ثروتنا من الأيام وتركنا هناك طفولتنا وحيدة بلا كُرة أو دراجة هوائية.
ولكنك ستتركني وحيدا أيضا, ولا أملك سوى مسدس صوت لإبعاد اللصوص عن مملكة الفراغ.
أتعلم؟ إن صوته يملأ مملكة الفراغ ويغنيك عن استئجار الذئاب لتقضي ليلتك معهم بالعواء.
نعم أعرف هذا فقد أحببت هذه النكات الرائعة في الفيزياء ولكن إلى أين تذهب حين ننفصل عن بعضنا, سيسقط ذلك الشعور تحت الشمس كخوذة جندي هارب من الحرب, ثم إن شجرة الدمع تمتد طقوسها إلى هناك ولا مفر فالحزن يشبه الندم وكلاهما تفاح مُرّ .
لقد وجدت خرما في هذا الجدار الذي يتكيء على صدر العالم
وحين وقع قلبي عليه عرفت أنه هو ذلك الشعور
الذي يحول كل هذا الهراء إلى حديقة عامة.
يمكننا إذن أن نودع بعضنا.
الوداع لاينفع فنحن توأمان بأجهزة حيوية واحدة.
نحن طالما كنا كذلك.
لا لم نكن كذلك كنت أنت تفعل كل شيء وأنا مشلول تماما لا أملك سوى النظر إليك وأعض بأصابع الوقت.
مالذي كنت أفعله هل تتذكر شيئا ما.
ياااااه , أنت تتدحرج فعلا إلى أعالي المحو...

تعليق عبر الفيس بوك