الملتقى الفلكي الأول

طالب المقبالي

أصبح التواصل في عصرنا هذا أكثر سهولة؛ مما ساعد على انتشار المعلومة والمعرفة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تشكل منابرَ تبرز أهم الأحداث والأنشطة والفعاليات في مختلف المجالات، خاصة مجموعات "الواتساب" التي أصبحت تشكل ملتقيات ومنابر تخصصية.

ففي ولاية الرستاق، انطلقت عدة مجموعات خدمية عبر الواتساب، مدعومة بحسابات داعمة في الفيسبوك، وتويتر، وإنستجرام...وغيرها.

ولعل من أبرز تلك المجموعات: مجموعة الدعم الفني التي تُعنى بعلوم التقنية بأنواعها المختلفة، والتي تم وضع ضوابط لها تنظم عملها، وتحصر العمل بها؛ للغرض الذي أنشئت من أجله، كما أنشئت مجموعات فلكية تحت إدارة مرصد الحوقين الفلكي تُعنى بشؤون الطقس وعلوم الفلك والتقانة، وتضم مئات الأعضاء من المهتمين من مختلف ولايات السلطنة. وهناك مجموعة للجان الثقافية الخاصة بالفرق الرياضية، وتضم نخبة من رؤساء اللجان الثقافية بالأندية والتربويين والإخصائيين بالمدارس والإعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام. كما للتصوير الضوئي مجموعاته المتخصصة في كل نوع من أنواع التصوير، والتي تضم في عضويتها نخبة من المصورين المحترفين، بعضهم حازوا جوائز محلية وعالمية في التصوير.

وهناك مجموعات إخبارية وخدمية تعالج قضايا مجتمعية كشبكة الرستاق الاخبارية، التي انطلقت مؤخراً، إلى جانب منبر الرستاق. وهناك مجموعات دينية وأخرى رياضية، ومجموعات تُعنى بالسيارات وبالإلكترونيات...وغيرها.

فمن هذه المجموعات، انبثقت ملتقيات علمية، وجلسات حوارية، ولقاءات ودورات وورش تعليمية، وحلقات مفيدة.

ولعل الملتقى الفلكي الأول لأعضاء المجموعات الفلكية عبر "الواتساب" الذي شهدته ولاية الرستاق، يوم السبت الماضي، إحدى ثمار هذه المجموعات؛ حيث ضم أكثر من 100 مشارك ومشاركة من مختلف محافظات وولايات السلطنة.

الملتقى نظمته إدارة المرصد الفلكي بالحوقين بولاية الرستاق، واشتمل على العديد من الفعاليات والمحاضرات، وقدمت فيه مجموعة من أوراق العمل.

بعضها تركز حول علوم الفلك والأجرام السماوية والطقس والتقانة، وكذلك أوراق عمل حول الأخطاء في المفاهيم الفلكية والأعاصير، وكذلك التصوير الضوئي والتصوير الفلكي والتصوير الجوي بواسطة طائرات درونز، وأيضاً أوراق عمل في التطبيقات والبرمجيات الفلكية، والطاقة الشمسية وتطبيقاتها المنزلية والكواكب الخارجية والحسابات الفلكية.

ولم تقتصر أوراق العمل على علوم الفلك؛ فقد كانت هناك ورقة عمل حول تحويل النفايات الخضراء إلى طاقة بديلة في سلطنة عمان، وورقة أخرى حول البوابة المكانية للبنية الوطنية للمعلومات الجغرافية.

وبعيداً عن أوراق العمل والمحاضرات، فقد تخلل الملتقى عرض بعض المبتكرات العلمية؛ حيث قدم د. حمد بن محمد المنذري عرضاً عن تجربة علمية قامت بها السلطنة حول استخدام موجات التليفزيون في الشبكات اللاسلكية.

كذلك قدم المبتكر طلال بن سالم الخنبشي عرضاً لمشاريعه الابتكارية، وهي عبارة عن السيارة الذكية؛ من خلال التحكم بها عن بُعد عن طريق الهاتف والإنترنت، وكذلك البيت الذكي للتحكم بمحتويات المنزل من خلال الهاتف والإنترنت في إطار إنترنت الأشياء.

وفي الفترة المسائية، قدم عدد من المصورين عروضاً للصور؛ شملت: التصوير الفلكي، وتصوير الطبيعة، والتصوير السياحي...وغيرها من أنواع التصوير، إلى جانب مسابقة في تصوير غروب الشمس.

وفي خبر نشرته جريدة "الرؤية" حول هذا الملتقى، كان هناك حديث للفلكي يوسف بن زاهر السالمي مدير وصاحب مرصد الحوقين، الذي تحدث عن فكرة الملتقى وأهدافه. مشيراً إلى مجموعات "الواتساب" التي أنشأها لهذا الغرض؛ باعتبارها من أكثر الوسائل انتشاراً واستخداماً بين مختلف شرائح المجتمع؛ لما تتميز به من البساطة وسهولة الاستخدام.

فقبل خمس سنوات، أنشأ أولى المجموعات الفلكية بـ"الواتساب" مع مجموعة من زملائه وأصدقائه، ثم أنشأ نسخاً أخرى لمجموعاته؛ نظراً للإقبال المتزايد على هذا النوع من العلوم، حتى أصبحت تضم مئات الأعضاء من مختلف أنحاء السلطنة؛ حيث يتم تداول من خلالها أحدث المعلومات في مجال علم الفلك والتقانة.

أما فكرة الملتقى، فقد نبعت من أعضاء المجموعات أنفسهم، وتم تعميم الفكرة في المجموعات، ووجدت ترحيباً واسعاً من قبل أعضاء تلك المجموعات. وبالتشاور مع الأعضاء، تم الاتفاق على إقامة الملتقى في ولاية الرستاق؛ كون المرصد الذي تبنَّى الفكرة في ولاية الرستاق، ولكونها الأقرب إلى معظم المحافظات إلى حد ما.

muqbali@hotmail.com