جنبلاط يدعو لحوار بين السعودية وإيران: التسوية بالحد الأدنى من مصلحة لبنان

بيروت - رويترز

دعا زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط، أمس، السعودية إلى الدخول في حوار مع إيران.. قائلا: إن خطط تحديث المملكة قد لا تنجح بينما تخوض الرياض حربا في اليمن.

وقد عاد لبنان هذا الشهر إلى خط المواجهة في الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران. وتدعم القوتان الإقليميتان فصائل متنافسة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وبات اليمن أحدث ساحة للحرب بالوكالة.

وكتب جنبلاط تغريدة على تويتر أمس، يقول: ”التسوية بالحد الأدنى مع الجمهورية الإسلامية، تعطينا في لبنان مزيدا من القوة والتصميم للتعاون على تطبيق سياسة النأي بالنفس، وإعادة إخراج لبنان من هذا المأزق". ويقود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سياسة مواجهة إيران بقوة أكثر في المنطقة. ويحاول الأمير محمد أيضا إجراء إصلاحات صعبة وشاملة داخل المملكة. ولعبت السعودية دورا مهما في لبنان في الماضي وساعدت في التوسط لإنهاء الحرب الأهلية هناك عام 1990، وأسهمت في إعادة إعمار البلاد فيما بعد.

لكن حجم الدور السعودي في الاستقالة التي أعلنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرابع من نوفمبر، بات محل جدل في لبنان، ودفع بعض اللبنانيين للخوف من أن الرياض تسعى لزعزعة استقرار بلادهم.

وقال جنبلاط موجها كلامه للأمير محمد: "لكن يا سمو الأمير، التحديات هائلة، وتحديث المملكة ضرورة إسلامية وعربية. إلا أن هذه المهمة لا يمكن أن يكتب لها النجاح وحرب اليمن مستمرة". والدروز طائفة دينية موجودة في سوريا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان. ويستهدف تحالف تقوده السعودية جماعة الحوثي الموالية لإيران منذ عام 2015، بعد أن سيطر الحوثيون على مناطق في اليمن تشمل العاصمة صنعاء، مما أجبر الرئيس عبدربه منصور هادي على مغادرة البلاد. وقال التحالف إنه سيسمح بدخول المساعدات عبر ميناءي الحديدة والصليف، فضلا عن السماح برحلات جوية للأمم المتحدة إلى صنعاء بعد ما يزيد على أسبوعين من حصار البلاد.

وقال جنبلاط: "كفى دمارا وحصارا في اليمن، وكفى استنزافا بشريا وماديا لشعب المملكة وموارد المملكة... ليختار الشعب اليمني من يريد، وأنتم يا سمو الأمير كن الحكم والمصلح والأخ الكبير كما كان أسلافك". وأضاف بأنه من الصعب للغاية أيضا وقف الحرب دون تجاوز المشكلات وإجراء مناقشات مع الإيرانيين.

وانتقد جنبلاط الطريقة التي تعاملت بها بعض الدوائر السعودية مع الحريري، وهذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها فيما يبدو اللوم للرياض بشأن استقالة الحريري. ويقول مسؤولون لبنانيون إن السعودية وضعت الحريري رهن الإقامة الجبرية في منزله في الرياض، وأجبرته على إعلان استقالته في الرابع من نوفمبر. لكن السعودية نفت احتجاز الحريري أو إجباره على الاستقالة.

تعليق عبر الفيس بوك