شكراً "عمانتل"

 

طالب المقبالي

ما إن نغرد عبر "تويتر" عن "عمانتل" من أجل المطالبة بتجويد خدماتها في البلاد، إلا ونجد الرد سريعاً؛ سواءً من خلال الحساب الجديد الذي أطلقته خدمةً لزبائنها باسم "اسأل عمانتل"، أو بالاتصال المباشر من قبل المسؤولين في "عمانتل"، والذين تهمهم جودة الخدمة المقدَّمة للمواطن والمقيم.

فعلى ضوء رد كتبته في "تويتر" على تغريدة أحد المغردين حول السرعة المسربة عن سرعة الإنترنت على شبكة الجيل الخامس، والتي تنوي "عمانتل" تجربتها، قمت بالرد على تلك التغريدة بما معناه أنه وقبل تجربة أو تدشين الجيل الخامس، يجب على شركات الاتصال في عُمان كـ"عمانتل" و"أوريدو" أن تعمم شبكة الجيل الثالث 3 جي، ولا أقول الجيل الرابع 4 جي؛ لأن غالبية مناطقنا لا تزال تستخدم شبكة الجيل الثاني 2 جي، وفي مناطق أخرى شبكة GSM التي لم يعد أحد في العالم يستخدمها حتى الدول الأشد فقراً لم تعد تستخدم هذه الشبكات.

وإثر ذلك، تم التواصل معي من قبل الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل"، صباح يوم الإثنين 13 نوفمبر 2017، لتقصِّي تغطية شبكة "عمانتل" في ولاية الرستاق، والأودية، والقرى التابعة لها.

هذا الاتصال يعكس مدى اهتمام وحرص الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل" على تحسس مكامن الضعف والنقص في خدماتها، بغية حلها، وتذليل الصعاب من أجل تقديم خدمة راقية تليق بمكانة الشركة التي تحمل اسم هذا البلد الغالي "عمان".

فبناءً على المعلومات التي استقيتها من المواطنين القاطنين في تلك المناطق، تم التوضيح للمسؤولين بالشركة بأن ولاية الرستاق من الولايات الكبيرة مترامية الأطراف، وذات كثافة سكانية وتضاريس تتطلب تكثيفَ الجهود لإيجاد اتصالات سليمة ذات جودة عالية.

ففي قرية يقاء بوادي بني غافر توجد شبكة 3 جي، لكنها غير فاعلة في الاتصال الهاتفي، وكذلك الداتا الخاصة بالإنترنت ضعيفة جدًّا ولا تفي بالغرض، ويذكر الأهالي أنها لا تصلح حتى لإرسال رسائل الواتساب، أو فتح البريد الإلكتروني، ناهيك عن التحميلات والرفع DONLOAD&UPLOAD، ويعزو الأهالي ذلك إلى أنها توجد محطة واحدة تخدم قرى يقاء والرجلة والقرطي والمسنة والدفع والقبيل والمرجي.

فهذه الشبكة تتوزع بين هذه القرى مجتمعة؛ وبالتالي تصبح ضعيفة بلا فائدة، رغم وجود كثافة سكانية. وفي حاجر بني عمر توجد أيضاً شبكة 3 جي، لكنها غير فاعلة خاصة في تشغيل خدمة الإنترنت، وليس ببعيد عن حاجر بني عمر، هناك قرية صلح بوادي الحاجر، لا توجد بها شبكة على الإطلاق، والقرية مأهولة خاصة بالمزارعين ومربي الماشية.

وفي وادي بني هني، هناك قرية الحشاة التي توجد بها شبكة 3 جي، لكنها غير فاعلة في الاتصال الهاتفي، وكذلك الداتا بها ضعيفة جدًّا ولا تفي بالغرض، وتوجد في الرستاق مخططات حديثة ليست بعيدة عن مركز المدينة كحي الأمجاد والعراقي الصناعية رقم 7، هذه الأحياء شبكاتها ضعيفة.

وفي وادي بني غافر أيضاً، قريتا الميحة والظاهر، واللتان يشتكي الأهالي فيهما من ضعف الإرسال لبيانات الداتا المشغِّلة للإنترنت. أما قرية جماء، فشكاوى الأهالي مختلفة؛ حيث يشتكي الأهالي من خلو القرية من خطوط الإنترنت المنزلي، في حين بدأ تعميم خطوط الألياف البصرية، وهذه القرية محرومة من الخطوط قديمها وحديثها.

وفي قرية الوشيل والعراقي خلف اللولو هايبر ماركت، تم تنفيذ خط الألياف البصرية منذ فترة، ولم يتم توصيله للمنازل رغم الحاجة الملحة للخدمة، وفي وسط مدينة الرستاق لا تتوافر شبكة الألياف البصرية رغم معاناة الأهالي ومطالباتهم.

وفيما يتعلق بجودة الإنترنت ونوعيتها، فالحديث دوماً عن سوء الخدمة في الإجازات الأسبوعية والدينية والوطنية؛ حيث يحرم المواطن والمقيم من خدمات الهاتف المتنقل والداتا الخاصة ببيانات الإنترنت في الرستاق، وفي قلبها النابض، ناهيكم عن الأودية والقرى، ويكون ذلك نتيجة للضغط على الشبكة بسبب عودة أبناء الولاية لقضاء إجازاتهم، فالشركة عندما وضعت دراساتها لم تراعِ الكثافة السكانية الحقيقية، وإنما بنت دراساتها وفق تقديرات عدد السكان المقيمين أثناء الدوام الرسمي، وهنا يكون ثلاثة أرباع السكان خارج بلدانهم من أجل العمل.

ونتيجة لذلك، كتبتُ مقالاً بتاريخ 27/4/2016 بعنوان "إجازة بلا إنترنت.. وشبكة بلا روح"، بمعني أنها توجد شبكة ظاهرة لكنها غير مجدية.

كما كتبت مقالاً آخر بتاريخ 24/8/2016 بعنوان "أغلق المودم وشغله بعد ربع ساعة"، هذا المقال يركز على خدمة الإنترنت المنزلي التي غالباً ما تكون سيئة، ولا يوجد حل لدى الشركة سوى عمل تحديث للمودم، ولهذا عند الاتصال بمركز الاتصالات أو خدمات المشتركين يطلبون منا غلق المودم وتشغيله بعد ربع ساعة من أجل التحديث. ولا نرى حلًّا لهذه المعضلة إلا بتوفير خطوط الألياف البصرية المعروفة "إمسان".

كما كتبت مقالاً ثالثاً بتاريخ 12/10/2016 بعنوان "لا بديل عن تجويد خدمات الاتصالات"، والمقال موجه لهيئة تنظيم الاتصالات والشركات التي توفر خدمات الاتصالات بالسلطنة. فرغم المطالبات ورغم المناشدات إلا أن الحال هي الحال، ولكنْ هناك تقدم ملحوظ من قبل الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل" بتعميم شبكة 4 جي في جميع أرجاء مدينة الرستاق، وأجزاء من نيابة الحوقين، وبعض القرى القريبة من مركز المدينة.

ومع ذلك، تفقد هذه الشبكات فاعليتها في الإجازات، فتصبح الولاية وقراها شبه معزولة. فرغم فرحة الأسر باجتماع الشمل في الإجازات، إلا أن هناك ما ينغص هذه الفرحة ويعكر صفوها، حين تنعدم فاعلية شبكات الإنترنت التي ستضفي لجمع الشمل نكهة خاصة لو اكتملت الفرحة بجودة خدمة الإنترنت، كي يكون للتواصل عبقه الذي سيبقى له الأثر الأكبر.

muqbali@hotmail.com

الأكثر قراءة