صوت العرب.. والاحتفال بالعيد الوطني

يوسف البلوشي

من إذاعة "صوت العرب"، التي على صدى صَوْتها اجتمعتْ الأمم لتستمع أولى الخطابات العربية، كان حظ القرن الحالي، وأنا أقرأ تصريح لمياء محمود رئيسة إذاعة صوت العرب بأن الإذاعة ستحتفل بالعيد الوطني للسلطنة، تعود بنا الذكرى إلى 4 يوليو 1953، عندما انطلق صوت الإذاعي حسنى الحديدي، قائلاً: "هذا صوت العرب، يأتيكم من قلب الأمة العربية، القاهرة"، ليعلن بدء إذاعة "صوت العرب"، وأصبحت وقتها هذه الإذاعة صوت كل الدول العربية في إقامة نهضتها وثوراتها ورسم خارطة تجديدها.

ونعود اليوم نحن العمانيين كما بدأنا، عبر هذه الإذاعة، نحتفي بملحمة النهضة المتقدمة، التي أسس لها جلالة السلطان المعظم خارطة للصمود من إطارات مركبته الصغيرة، ومن أضواء سيارته كان يخطط ويرسم ويرى شعاب الطرق، ليصل إلى كل مناطق عمان لتنال من عَرق السلطان تشريفا وتكريما لوضع لبنة البناء.

في فسيح هذا الوطن العظيم، كلنا نود أن يقضي مراحل عمره "فارساً للوفاء والعطاء"، في كل أرض تطؤها قدمه وخلية نابضة بالخير في كل محفل يشارك فيه، وهذا ما حدث بيوم العيد الوطني، عندما امتزجت المشاعر والمشاهد، وأراد كل من يعيش على تراب هذا الوطن أن يكون مكان كل فرد من أفراد الشرطة أو العسكر ليشارك في ذلك المحفل.

فالوطن ببهجة حضور جلالة السلطان المعظم في أوج نشوته وبهجته، ويوم في جماله ليس كأي يوم، وهي دلالات واضحة أن كل من في هذا البلد في وئام واتحاد على المحبة، وكلهم على كلمة سواء موحدة في حب عمان وقائده المبجل -حفظه الله.

وهي الثمرة التي زرعت قبل 47 عاما وازدانت نضارة وجمالا، يوم العيد الوطني ليس كأي يوم يعاش ويمر، ففي هذا اليوم نعيش ذكرى فرحة ملحمة البطولة التي سطر صفحاتها باني هذا الوطن الشامخ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله- لا شك أنها ذكرى عطرة يحمل شذاها عبير الفخر والاعتزاز بتطور وطننا الغالي تحت سماء الوحدة مهما اختلفت أعراقنا وانتماءاتنا؛ ففرحتنا غامرة في الذكري 47 التي نستعرض فيها ما وصلت إليه عماننا الغالية من تقدم على مستوى العالم في عهد جلالته -حفظه الله- وإنجازات أبهرت العالم.

فذكرى اليوم الوطني تحمل في طياتها قصة كفاح سطر صفحاتها المضيئة التي أسست هذا الوطن الشامخ، ففي عيدنا الوطني، علينا أن نستلهم العبر والدروس من تاريخ بلادنا، ومن مسيرة البناء الطويلة التي فيها تم صناعة المعجزة وتجاوز كل تحدياته وتحققت الأحلام.

ومن يتابع مسيرة السلطنة في العهد الحديث، ويتأمل مراحل تاريخها، وكيف انتقلت من بلد مقفر لا نبات ولا سهول ولا ضيع ولا بيع، يعاني أهله الفقر والعوز والمرض، إلى بلد متطور مزدهر بكل ما تعنيه الكلمة من شواهد ونظم ومدلولات، يتأكد أنه يقف أمام تجربة ثرية، في قيام الأمم الشامخة والمؤثرة، ويتأكد أيضاً أن هذا الوطن ولد عملاقاً، وسيظل كذلك؛ حيث تتمتع السلطنة اليوم بمكانة مرموقة بين الأوطان، ولها ثقلها الاجتماعي والسياسي والديني، فضلاً عن برامجها ومشروعاتها في دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، ويحق لنا أن نفتخر، ونتباهى بأننا عشنا تحت سمائه، وترعرعنا فوق ترابه.