حماة الحق وحراس المبادئ أمام القائد

علي بن كفيتان بيت سعيد

في العام الماضي كنت في مستشفى الجامعة مرافقاً لوالدي -حفظه الله- بينما كان الجميع يحتفل بيوم العيد الوطني السادس والأربعين المجيد وكتبت في يومها عن الشعور الذي يخالج الإنسان في مثل هذه المناسبة الغالية عندما تحيطه إدارة طبية مميزة بالاهتمام وتجعله يعيش الفرحة ولو لم يكن طليقاً بحق كان فريق عمل وحدة القلب بالمستشفى الجامعي مميزاً.

وفي احتفال البلاد بالعيد الوطني الـ 47 المجيد، كرم القائد – حفظه الله ورعاه – شرطة عُمان السلطانية وخصها بتنظيم الاحتفال تحت رعايته السامية الكريمة، وهي تعد سابقة في مثل هذه المناسبة الوطنية، ولقد استحق حماة الحق وحراس المبادئ هذه التميز والتكريم من القائد الأعلى فقد أثبتوا أنهم على الموعد دائماً لحماية الأمن العام ودحر كل متربص بالوطن في ثوب من الحداثة الأخذ بأفضل سبل ما توصلت له العلوم الشرطية في العالم.

إنَّ الرسالة التي تلقاها الشعب العماني بهذا المناسبة أن الأمن العام في السلطنة هو أهم المكتسبات التي تورث الأمن والرخاء والطمأنينة، وأن جلالته يولي اهتماما بالغاً لحفظ الاستقرار الداخلي من خلال جهاز يعمل بكافة قطاعاته الحيوية على صون المنجزات وبسط ثوب العافية في كل ربوع الوطن، وبأنه لن يتم السماح لأحد بأن يعبث بسلامة عُمان وشعبها.

ولعل من شاهد الاحتفال الكبير الذي نظمته شرطة عُمان السلطانية أطلع على الكفاءة والجاهزية العالية لكل منتسبي هذا الجهاز فقد شهدنا طوال الخمسة أعوام الماضية إنجازات كبيرة في تحديث وبناء المراكز الشرطية في مختلف المحافظات وتجهيزها بكل الاحتياجات وفق منظور عصري يتواءم مع متطلبات المرحلة، مثل افتتاح المراكز المزودة بكافة الخدمات في كل مُحافظات السلطنة، كما صارت الخدمات التي تقدمها شرطة عُمان السلطانية هي الأسرع إنجازاً والأكثر شفافيةً، وأصبحت تقود بلا منازع جميع المؤسسات الحكومية إلى ما يعرف بالتحول الرقمي في السلطنة.

لقد لفت انتباه كل من تابع المناسبة الحضور النسائي المميز من خلال طوابير الشرطة النسائية التي شاركت في الاحتفالية، لقد زينت المرأة العمانية المنضبطة ميدان الاستعراض من خلال الاتقان العالي لكل الحركات العسكرية، رأينا شموخاً وكبرياء منكِ سيدتي، رأينا إصراراً وتفانياً لا مثيل له من وجوه عمانية بامتياز ولا شك بأن رسالة القائد وصلت للقاصي والداني بأن المرأة العمانية تستطيع أن تكون في كل المواقع التي تختارها وتستطيع أن تبدع فيها، فهنيئاً لكنَّ نساء عُمان هذا التميز وذلك الإبداع الذي سطع أمس الأول في ميدان وحدة المهام الخاصة بالسيب.

مع ذلك لم ننس جحافل الجيش، والحصان الأبيض الذي اعتلاه قائد العرض، لقد اشتقنا كذلك للصوت المدوي في إستاد ميدان الشرطة بالوطية الذي تردده الجبال ويصفق له الحضور بحرارة (( طابوووووور)) بينما السلطان في مقصورته هناك، تمر أرتال من مختلف الأسلحة ويقف تحيةً لهم، ويتهادر من بعيد صوت رجال قدموا من الجنوب، اللون أسود نيلي والغبار يتصاعد خلفهم والصوت يسبقهم لميدان العرض، السلطان يبتسم ويلتفت لضيف كبير بجانبه ليعلمه بأنهم قادمون يقول إنني أعرفهم جيدا لقد خبرتهم في الحرب والسلم. وعند دخول مفارز الفرق الوطنية يقف السلطان منتصباً بشموخ الأبطال يحيي رجاله البواسل، الكل يصمت ويستمع للكلمات التي تحرك حتى الحجر الصلد في الجوار بحناجر الرجال. إنها كلمات من زامل ظفار تلهب الحماس الوطني وتذكرنا بالملاحم التي سطرها هؤلاء الجنود قبل قرابة نصف قرن في ظفار.

كل التحية والإجلال لحماة الحق وحراس المبادئ وكل منتسبي شرطة عُمان السلطانية الذين استعرضوا بالأمس تحت الرعاية السامية الكريمة لمولانا صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه -إمكانياتهم العالية وقدراتهم المميزة على إبقاء الوطن آمناً مستقراً.

alikafetan@gmail.com

الأكثر قراءة