أ.د/ سعيد جاسم الزبيدي
هبْني تجرّأْتُ، وانقادتْ ليَ الجمــــلُ
وأسعفتْــني الـــرؤى ما شئــــتُ أرتجـــلُ
ومـــدّ لي لحــــنَ تفعيلاتِــه ثقــــــــةً
"الــوافُر" السمحُ و"المجتثُ" و"الرَمَـــلُ"
وأعجبتْني "أَعَدْ" منكم حظيتُ بهــــا
حتّـى يشــــنّفَ منــــي مسمعــــاً زَجَــــلُ
فهل تبوحُ بما قد دارَ في خَلـــــــَدي؟
وهل تؤدي بما فـي الصــــدرِ يعتمــــلُ؟
بينَ اثنتين: فإحدى الحسنيين بهــــا
تصيـــرُ جسـراً إلــى ما أبتغــي تصِـــلُ
فمنذُ (عشرين) في الأضلاعِ غربتُنا
عاثـــتْ، ونــزّتْ علـى أحـــداقِنا شُعَـــلُ
وأثقلتْنـــــا ليــــاليـــها، ومــــن أَرَقٍ
ما عـــادَ يفرقُ عندي الفجرُ و الطَفَـــــلُ
وليسَ بي حاجةُ أَنْ أستفيض أسـىً
حسبــــي بكـــم، كلُّنا ذيالــكَ الرجـــــلُ
أحبَتي إنَّ فــــنَّ القـــولِ مدرجــــةٌ
يُخشى على منْ سعى في شوطِها الزلـل
وللمقـــــامِ مقــــالُ لو يطـابقُــــــــهُ
شعــري لقـــامَ بـهِ ما يُضَـــربُ المثَـــلُ
إنْ استطاعَ فحســبي أو فمعـــــذرةٌ
أّنْ قــد عــراهُ هنــا مــن هـيبــةٍ شلــــلُ
أُخرى اثنتيـن فإمّا غايةً بَلَغَـــــــتْ
أَوْ لا، تقـــرُّ بهـــل عيــــنُ فتكتحـــــلُ
عينُ العراقِ ، وعينُ من عمانَ معاً
متــى تألقتـــا، فـــلــــتهنــــأَ الـــمُقــــَلُ
يناغيانِ لســـانَ الضـــادِ شرّفَــــــهُ
الوحيُ المبينُ، بــهِ قد بشــرّتْ رســــلُ
يطارحانِ همومـاً باتَ يـــنزعُهـــا
عـــزمُ تملمـــلَ فـــي الأردانِ والأمــــلُ
وللغدِ الزاهرِ المـأمــــولِ مطلُعـــهُ
سَعْـــدُ فتزهــو مــدى آفـــاقِهــا السبـــلُ
وفي عمانَ مثـالُ صــــاغهُ رجـــلُ
في ثابتِ الخطو لا ريـــثُ، ولا عجــلُ
هو الحكيمُ قد انصـاعــــتْ لحكمتـه
ما روّجـــتْ زمـــرُ أو حــشّـــــدتْ دولُ
واخضرّ منها جنابُ الأرض وازدهرتْ
ربى عمــانَ وشـــاعَ العلــــمُ والعمــــلُ
لا تحملوا قولتـي زلفــــى ولا ملقــاً
ولــيسَ يجمـــلُ بعــدَ الشيـــبةِ الرجـــلُ
فمنذُ عشرٍ حبانــــي مأمنـــــاً أَلِقـــاً
حتّى تعثّــــرَ في شكــري لَـــهُ الخجـــلُ
ولن أطيلَ وإنْ أغرتْ سـماحتــــُكم
قـد يزدهـــــي في غـــدٍ بالمبدلِ البــَدلُ
عاشَ العراقُ وعاشتْ في عمانَ يدٌ
بيضاءُ يلهـــــجُ فيها السهــــلُ والجبـــلُ
ويا رعــى اللهُ يوماً عشتُ بيــنَهمـا
عمري. بحُســــنِ ختــــامٍ يُبتغى الأجـــلُ
