كيف تساعد طفلك على التفكير الإبداعي؟

أ.د/ أسامة محمد عبد المجيد إبراهيم
أستاذ علم النفس – جامعة سوهاج


تعتبر السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل حاسمة لتنمية القدرات الإبداعية، حيث يظهر لديهم الخيال الواسع من خلال الألعاب والقصص التي يطرحونها. ويتفق معظم أصحاب نظريات الإبداع على أن الملَكَة الإبداعيّة تتضمن عدداً من المكونات وهي: الخيال، والأصالة (القدرة على الإتيان بمنتجات جديدة وغير مألوفة)، والإنتاجية وهي (القدرة على توليد مجموعة متنوعة من الأفكار من خلال التفكير بشكل مختلف)، والقدرة حل المشكلات و(تطبيق المعرفة والخيال للوصول إلى الحل)، وابتكار مخارج ذات قيمة.

لكن عند التفكير في الأطفال الصغار فقد يكون من المناسب تبني تعريف واسع النطاق للإبداع، وأن نفهم نسبيّة أصالة أعمال الأطفال عند الحكم على أعمالهم، فعمل طفل صغير قد يكون تكيفيا وأصيلا بالنسبة لهذا الطفل أو بالنسبة للأطفال في فصله أو في مجموعة من الفئة العمرية نفسها، لكنه ليس كذلك بالنسبة للأطفال الكبار. لهذا تبنّى تقرير اللجنة الاستشارية الوطنية للتعليم الإبداعي والثقافي في انجلترا  National Advisory Committee for Creative and Cultural Education تعريفا ديموقراطيا واسعا للإبداع. وذكر بأن هذه هي الطريق الأكثر فائدة لرؤية الإبداع فيما يتعلق بالتعليم حيث قرر بأن: جميع الأفراد قادرون على الإنجاز الإبداعي في بعض مجالات النشاط الإنساني متى كانت الظروف ملائمة، واكتسبوا المعارف والمهارات المرتبطة بمجال الابتكار الذي يشتغلون فيه. وبهذه الطريقة يمكن القول: بأن كل طفل لديه إمكانية للإبداع وإنه قادر على التعبير الإبداعيّ.

وقد يكون من المفيد أيضا تبني فكرة تناسب الأطفال الصغار، وهي أن نركز على العملية الإبداعية بديلا عن التركيز والحكم على جودة منتجاتهم، ذلك لأن الأطفال الصغار لا تكون معارفهم ومهاراتهم التي يحتاجونها للحصول على مخرجات إبداعية عالية المستوى قد تطورت بعد.
وفيما يلي أقدم لكم بعض النصائح التي  يمكن أن تنعكس إيجابا على تنمية الإبداع لدى أبنائنا في مرحلة الطفولة:
(1)    حاولْ استمع لطفلك جيدا وباهتمام وصدق.
(2)    وفر لطفلك مجموعة متنوعة من المجلات والكتب، والمواد الإثرائية والثقافية، وعرضه إلى أكبر عدد ممكن من الخبرات الثرية والممتعة، مثل زيارة المتاحف والمواقع الأثرية والمعارض.
(3)    لا تفرض على ابنك ميولا معينة، أعطه الفرصة لكي يستكشف ميوله بنفسه، ويبلور هذه الميول، وانه لقادر على ذلك.
(4)    ابتعد عن استخدام أساليب التخويف وخاصة الخوف من الوقوع في الأخطاء واترك الفرصة للطفل ليقوم بمحاولاته المتعددة.
(5)    ساعد ابنك الموهوب على اللعب والاسترخاء، والقيام بأنشطة يختارها بنفسه، لمجرد الاستمتاع بها، وليس لأنها ستشحذ ذهنه.
(6)    لا تبالغ في إشباع شهيته الثقافية، وأعطه الفرصة لكي يتأمل ويفكر ويحلم، فمن الصعب على الطفل الموهوب أن يبدع ولديه جدول ممتلئ بالأنشطة المخططة سلفاً.
(7)     علم طفلك بشكل هادئ يقوم على التسامح والتغاضي في حالة الخطأ وادفعه إلى مزيد من الاكتشاف والتجريب.
(8)     حث طفلك على استخدام الخيال وتجاوز الأشياء المحسوسة المألوفة، والتحرك بحرية بين الواقع والخيال، ومحاولة تكوين افتراضات وتراكيب خيالية، واستخدم أسلوب الدعابة والمرح واجعل الطفل يشعر بحالة من الاسترخاء.
(9)     نشِّئ طفلك على الانفتاح العقلي والمرونة في التفكير وعدم التصلب وترك الحرية للاختيار واتخاذا القرارات، ومحاولة غرس حلول جديدة، وعدم الاعتماد على حلول مسبقة قد يجدها الطفل جاهزة وسهلة لاستخدامها.
(10)    شجع طفلك على الاستقلالية في الوصول إلى حلول جديدة ومتنوعة للموضوعات والمشكلات التي يواجهها بشكل منفرد، وعدم الاعتماد على الآخرين لإيجاد تلك الحلول.
(11)    ضع لطفلك توقعات معتدلة، لا منخفضة بحيث يدفع الطفل إلى الشعور بضعف الثقة بالنفس وعدم الإحساس بتقدير أدائه، ولا عالية جدا بحيث يشعر هؤلاء الأبناء بالعجز والإحباط في حالة عدم الوصول إلى تلك التوقعات.
(12)    لا تقارن طفلك بإخوته ولا بأحد من أبناء و أصدقائك ، واحترم فردية طفلك واستمتع بها.
(13)    دع طفلك يفعل الأشياء التي يقول أن باستطاعته أن يفعلها، فهو اقدر من الآخرين في قياس إمكانياته، وتقييم نقاط ضعفه.
(14)    امدح طفلك على مجهوده الطيب سواء تكللت جهوده بالنجاح أو الفشل، فهو يستحق المديح لأنه بذل المجهود الكافي.
(15)    لا تتوقع أن يكون ابنك رائعا ومتميزا في جميع الأوقات وفي جميع الأمور.
وفي الأخير أترككم مع تمنياتي لكم جميعا بتربية أبوية راشدة وناجحة

تعليق عبر الفيس بوك